بعد اشتباكات أثارها إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر استقالته من السياسة، وإعلان حظر تجول كامل في البلاد، ومطالب من رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي للصدر بانسحاب أنصاره، بدأ أنصار التيار الصدري بالانسحاب من الشوارع لاستعادة قدر من الهدوء بعد تصعيد خطير للأزمة السياسية في البلاد.

وأبلغ عدد من الدول العربية عن قلقها ووقوفها مع العراق.

قلق واهتمام


ودعت الوزارة الخارجية للمملكة العربية السعودية جميع الأطراف والقوى السياسية في العراق إلى الوقوف صفاً واحداً للحفاظ على مقدراته ومكتسباته وشعبه الشقيق، وتتابع ببالغ القلق والاهتمام تطورات الأحداث الجارية في العراق، معربةً عن أسفها لما آلت إليه التطورات من سقوط عددٍ من الضحايا وإصابة آخرين.

فيما دعت وزارة الخارجية الكويتية في بيان لها الأطراف كافة إلى ضبط النفس ونبذ العنف وتغليب لغة الحوار والمصلحة العليا لبلدهم؛ حفاظًا على مكتسباته وحقنًا لدماء شعبه، وأعربت الأردن عن أملها في أن يتجاوز العراق هذه الأزمة عبر الحوار الوطني؛ حمايةً لأمن البلاد واستقرارها ومكتسباتها وسلامة مواطنيها ومصالحهم.

ودعت البحرين إلى وقف التصعيد وحثت في بيان لوزارة الخارجية جميع القوى والأطراف السياسية العراقية إلى استكمال المسار الدستوري والديمقراطي وتلبية تطلعات الشعب العراقي في الأمن والاستقرار.

اشتباكات

و جرى اشتباك بين أنصار التيار الصدري وقوات الأمن في العاصمة، وبعد يومين من الاضطرابات المميتة التي أثارت مخاوف من انتشار عدم الاستقرار في جميع أنحاء البلاد وحتى المنطقة، طلب مقتدى الصدر من أنصاره مغادرة الحي الحكومي، حيث تجمعوا.

كما أعلن الجيش العراقي رفع حظر التجول على مستوى البلاد، مما زاد الآمال في أن الأزمة الحالية آخذة في الانحسار، على الرغم من استمرار المشكلات السياسية الأكبر.

وبدأت الفوضى عندما أعلن الصدر استقالته من السياسة، ورفض كثيرون هذه الخطوة باعتبارها حيلة لكسب المزيد من النفوذ، واقتحم أنصاره المنطقة الخضراء.

وشوهد أتباعه يوم الثلاثاء على الهواء مباشرة وهم يطلقون نيران الرشاشات والقذائف الصاروخية على المنطقة الخضراء شديدة التحصين، فيما ردت قوات الأمن على النيران بشكل متقطع واصطفت الدبابات المدرعة.

وقام بعض المارة بتصوير معركة بالأسلحة النارية بهواتفهم المحمولة، على الرغم من أن معظمهم اختبأ خلف الجدران، متفاجئًا عندما اندلعت قذائف في مكان قريب.

وقال مسؤولون إن 30 شخصا على الأقل قتلوا قبل أن يحث الصدر الموالين له على العودة إلى ديارهم بعد مناشدات بضبط النفس من عدة مسؤولين عراقيين والأمم المتحدة.