الليلة ومن أجمل وأنفع ليالي ثلاثية أحمد السديري، أتحفنا وأبهرنا بعلمه الدكتور محمد بن صالح بن علي القاضي، وما إن يأتي اسم هذا العالم الجليل إلا وتتذكر هؤلاء الكبار الموسوعيين، فهو واحد من الذين يرتبط اسمه بالفقه والثقافة والعلم.
في محاضرة قيمة عن «بيع السلم» ألقاها وعلمنا فيها الدكتور محمد القاضي، عما هو بيع السلم؟ وما صوره؟ وما أشكاله؟ وما إشكالاته؟ بأسلوب رائع مفصل -كعادته في محاضراته- وكلام عذب ونصائح غالية وتفقيه للناس، فكان من خير الناس لأنه يعلم الناس الفقه والفهم.
عندما تستمع وتتابع محاضرة الدكتور الفقيه محمد بن صالح القاضي، عن «بيع السلم» وقد أطلق عليها عالمنا اسم
«مشروع» وقال: «وفي الحقيقة أن كل مؤمن صالح يجب أن يكون له مشروع في الحياة» وساق لنا أمثلة عديدة لصحابة النبي رضوان الله عليهم جميعا، أصحاب المشاريع النافعة للأمة كلها، ولا أنسى حديثه العذب عن الصحابي الجليل صعصعة بن ناجية رضي الله عنه، صاحب المشروع النافع للإنسانية حتى قبل إسلامه رضي الله عنه، ما كان يسمع بموءودة إلا فداها في جاهليته. هذا ويشجعنا الشيخ محمد بن صالح القاضي، على تبني مشروع ينفع الأمة بل الإنسانية، ثم يحدثنا الشيخ عن نماذج معاصرة تبنت مشاريع راشدة نافعة للأمة.
ويبين لنا أن مشروع الاعتماد على بيع السلم في المعاملات المصرفية، لهو الحل الأمثل للعديد من المشاكل المعاصرة.
محاضرة من أفضل وأنفع المحاضرات التي شهدتها ثلاثية أحمد بن بندر السديري، ولو بإمكاني لكتبت عن المحاضرة بماء الذهب، لما لها من أهمية كبرى وبسبب المحاضر العلامة الدكتور محمد بن صالح القاضي صاحب الخلق الرفيع والعلم النافع.
وفي الختام لا يسعني إلا أن نوجه عظيم الشكر والفضل، لصاحب الفضل أحمد بن بندر السديري وكل رواد الثلاثية.
0553230076