حول حرفي حبات الأرز إلى أقراط وقلائد تتزين بها الفتيات والسيدات، ورغم صغر حجم حبة الأرز، إلا أنه ينقش عليها اسم الزبونة أو الحروف الأولى من اسمها، أو عبارات معينة تفضلها، ومن ثم يضعها داخل أنبوب زجاجي صغير مليء بزيت الزيتون، ثم يغلقه من الطرفين، لتتكون بذلك قلادة أو سوار للتزين.
يقول عمر كراجة "أنا عضو في رابطة الحرفيين الأردنيين، وأمتهن الرسم والكتابة على حبات الأرز، وهي حرفة تتطلب جهدا كبيرا، حيث أستخدم العين المجردة في ذلك، وعادة ما أكتب اسم الزبونة أو الحرف الأول منه، أو سورا قرآنية، مثل سورتي الإخلاص والكوثر، أو عبارات أخرى مثل "لا إله إلا الله، محمد رسول الله ، و "الحمد لله" ، و "بسم الله الرحمن الرحيم".
وعن خطوات الكتابة على حبة الأرز قال "الكتابة على حبة الأرز تأخذ عدة خطوات، أولها اختيار حبة الأرز المناسبة، وتحضير قلم زيرو بوينت مقاس "1"، ثم أكتب على حبة الأرز باستخدام الحبر الصيني، وأضع الحبة بعد ذلك في أنبوب زجاجي على شكل أسطواني أو شكل قرن الفلفل، وهذان الشكلان الزجاجيان تصنعهما أيد أردنية محترفة، ثم نحدد بعد ذلك الشكل الذي يريده الزبون، ميدالية، أو سوار لليد، أو قلادة، ونحو ذلك، والآيات القرآنية أنقشها على حبة الأرز باستخدام بوصة خشب مسننة مصنوعة من شجر الزيتون، ثم أطليها بالحبر الصيني لتظهر الكتابة"، مشيرا إلى أن كتابة سورة الإخلاص استغرقت ثلث ساعة تقريبا، وقد تستغرق نصف ساعة.
وبين كراجة أن النقش على الأرز يعد نوعا من الفن التشكيلي، له أصوله التي تمتد إلى تركيا، حيث كان الأتراك يكتبون على "الأرز الإيطالي"، وأنواع معينة من المكرونة، مشيرا إلى أنه اختار أحد أنواع الأرز، وكتب عليها مستخدما خط النسخ.
وتابع "بعد الانتهاء من النقش على حبة الأرز أضعها في الأنبوب الزجاجي، ثم أضع عليها زيتا، ولا يشترط نوع معين من الزيوت، ثم أترك قليلا من الفراغ "الهواء" بداخل الأنبوب الزجاجي، ومن خصائص الزيت أنه يحافظ على الحبر الصيني، إضافة إلى أن الزيت يظهر حبة الأرز بحجم أكبر، و"الماء لا يمكن وضعه على الأرز لأثره المباشر على الحبر الصيني"، مشيرا إلى أنه يضيف أحيانا إلى الزيت المستخدم صبغة خاصة به، وسعر الجرام من هذه الصبغة 50 ريالا.
وعن لون الزيت قال إنه يلونه بألوان أساسية هي الأخضر، والأحمر، والأصفر، والأزرق، ويستخرج أربعة ألوان أخرى هي البيج، والبنفسجي، والأورانج، والبني، ويحرص على أن يتناسب اللون مع الموضة والسلسال الذي يكون غالبا باللون الفضي.
من جهتهن أبدى عدد من الفتيات انبهارهن بقدرة الحرفي على الكتابة على حبات الأرز، وصنع قلائد أو أقراط تحمل حروف أصحابها الأولى، أو أسماءهن، أو بعض العبارات الأخرى. وقالت نوال الزهراني إنها كانت تحلم أن تجد من يصنع لها قلادة خاصة مميزة، وقد تحقق حلمها عندما عثرت على الحرفي الذي استطاع أن ينقش اسمها على حبة أرز صغيرة، ويضعها في أنبوب زجاجي جميل يرتبط بسلسلة تضعها حول عنقها.
وذكرت أميرة الحارثي (طالبة في المرحلة الثانوية) أنها تعشق مثل هذه الأفكار الجديدة، والتي لا يمكن أن تكون متوفرة في الأسواق، وأنها استغلت وجود الحرفي، وحصلت على عدد من القلائد والأساور والأقراط لتقدمها كهدايا مبتكرة إلى زميلاتها.