طالب عدد من سكان المعيصم الشمالي وقاصدو حديقة المعيصم الوسطية -الممتدة من أمام مركز جبل النور الثقافي إلى نهاية الممشى الرئيس للطريق المئوي- أمانة العاصمة المقدسة وإدارة مرور مكة المكرمة بسرعة العمل على إيقاف كمّ الحوادث المرورية المتزايدة التي يشهدها هذا الطريق، والتي ذهب ضحيتها عدد من الأشخاص نتيجة غياب تحديد المسارات المرورية عبره، على الرغم من أنه طريق يسلكه الآلاف يوميا، سواء القادمين من أحياء الريان والبدر والمعيصم الجنوبي، أو القادمين من شارع الحج والعدل والروضة والششة باتجاه مركز جبل النور الثقافي، حيث يعبره ساكنو تلك الأحياء والزوار والسياح والمعتمرون.

ويحتاج هذا الطريق إلى تطوير يتواكب مع أهميته القصوى، فالتقاطعات في وسطه غير منظمة، ولا تتوفر فيها إشارات ضوئية تحذيرية، كما تحتاج التقاطعات المقابلة للجامع الكبير لابن سرحان إلى مطبات متعددة تساهم في خفض السرعة، وتحقق قدرا أكبر من القيادة الآمنة، ناهيك عن احتياجه لمعالجة التشوهات البصرية للواجهات التجارية، حيث يحتشد الطريق بالمطابخ الموسمية وغير الموسمية المتناثرة في حي سكني يعد من أفضل أحياء شرق مكة من حيث الموقع الجغرافي، كما أن قربه من المسجد الحرام وجبل النور ومشعر منى، كما يتوسط المركز الثقافي لجبل النور الجديد طريقه الرئيس.

إعادة تنظيم


يشكل قرب افتتاح المركز الثقافي عامل ضغط إضافي يضاف إلى مطالبات الأهالي بإعادة تنظيم ومعالجة النشاطات التجارية المرخصة، خصوصا أن ذلك يتزامن أيضا مع قرب توافد ملايين المعتمرين والسياح.

ويعطي الكم الكبير من المطابخ ومعارض السيارات على جانبي الطريق مشهدا بصريا غير متوازن.

ويقول المهندس فيصل المطرفي «لا بد من تحرك عاجل من أمانة العاصمة المقدسة لمعالجة هذه التشوهات البصرية، حيث لا يعقل أن تكون كل الواجهات التجارية مخصصة لهذا الكم من المطابخ دون النظر إلى عدم استفادة الحي منها، ودون النظر إلى حجم الأضرار البيئية المتزايدة من تواجدها وتسببها في انسداد قنوات الصرف الصحي باستمرار، إضافة إلى تراكم النفايات، وإغلاق الارتدادات الخلفية المخصصة للتحميل والتنزيل، وسط صمت البلدية الفرعية عما يحدث».

التفقد الميداني

طالب المهندس عدي محمد بتدخل أمانة العاصمة، وقال «نطالب الأمانة بزيارة الطريق والحي والوقوف على ما يجري، ونتمنى أن يقوم الأمين نفسه بهذه الزيارة للوقوف بنفسه على الوضع، وإعادة تقييم حجم وأهمية الطريق ونوع الواجهات المرخصة، فملايين المعتمرين يسلكون الطريق لزيارة جبل النور وزيارة المركز الحضاري الجديد، والمواطنون يقصدون حديقة الجزيرة الوسطية والممشى يوميا من الخامسة عصرا وحتى وقت متأخر، ومع ذلك فسيارات الأسمنت والبلوك للأسف تبيع على الطريق، وفي الشوارع الفرعية، وليس هناك أي تسوير للأراضي البيضاء، ناهيك عن الأعداد الكبيرة للمطابخ، والتي لا تتوافق مع حاجة الحي لها، ولا مع حجمه الجغرافي، ولا مع معايير التوازن البصري ومعالجة التشوهات».

إيقاف تجديد

رأى المهندس عدي محمد أن «مسؤولية بلدية الفرعية المسؤولة عن الحي تتمثل في إيقاف تجديد التراخيص ذات النشاط المتكرر، وتحفيز الملاك والمستثمرين على إيجاد مناشط جديدة متنوعة مثل الكافيهات أو المطاعم الرائدة أو السوبرماركت لاستفادة أهالي الأحياء منها، وكذلك المعتمرين أيضا عند زيارتهم لمركز جبل النور الثقافي».

المخالفات

بدوره، أبدى عايض الحتيرشي، أسفه لكثرة الحوادث المرورية التي يشهدها الطريق، وقال «فقد الحي أربعة من أبنائه في أقل من عام بسبب السرعة وغياب تحديد المسارات وعدم وجود مطبات للتهدئة أو كاميرات لمراقبة وضبط السرعة التي يفترض أن تكون داخل مسارات عبارة السيول التي أصبحت هي الأخرى طريقا للمخطط الجنوبي، وذلك لضبط كل من يعاكس الطريق».

وشدد على أن «تشابه المناشط التجارية المرخصة يحتاج إلى إعادة نظر من قبل أمانة العاصمة بما يخدم سكان الحي والأحياء الملاصقة، وبما يعطي رؤية جمالية للطريق، ويعزز من وجود خدمات حديثة للمعتمرين والسياح والزوار المستخدمين للطريق لزيارة جبل النور والمركز الثقافي الحضاري الجديد، وكذلك تخصيص مواقف لرواد حديقة الجزيرة الوسطية بدلا من الوقوف على يمين الطريق بشكل يعرض سالكيه للخطر».

توضيح الأمانة

أكد المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني لـ«الوطن» أن أمانة العاصمة المقدسة بجميع بلدياتها الفرعية حريصة كل الحرص على معالجة كافة مسببات التشوه البصري، وتعمل على تحسين المشهد الحضري بالعاصمة المقدسة، بهدف تهيئة الأجواء الصحية والقضاء على كل ما يمكن أن يشكل خطرا على صحة الأهالي والزائرين ويسيء للمظهر العام.

وأضاف أن «الأمانة خصصت عددا من اللجان والفرق الميدانية التابعة للبلديات الفرعية، التي تقوم بتكثيف أعمالها وتنفيذ حملات ميدانية مستمرة في جميع الأحياء لإزالة كافة مسببات التشوه البصري وتحقيق أعلى مستوى من الإصحاح البيئي، كما أنها نفذت عددا من البرامج التوعوية والمبادرات في هذا الخصوص، وأنها جاهزة لتلقي أي ملاحظات أو بلاغات عبر قنواتها المتعددة أو على الرقم 940».