اندلع قتال عنيف أمس في مدينة سرت الساحلية في ليبيا بين قوات الثوار وكتائب العقيد الهارب معمر القذافي. وأرسلت قوات المجلس الوطني الانتقالي المزيد من الدبابات إلى سرت في محاولة لكسر شوكة مقاومة قوات القذافي في مسقط رأسه. وقالت إن قوات المجلس تحكم قبضتها تدريجيا على المنطقة المحيطة بسرت منذ أسابيع في صراع قتل فيه العشرات وتسبب في نزوح الآلاف. وسيطر الثوارعلى مزيد من الأحياء داخل المدينة فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة.
وكان الثوار قد أعادوا تجميع صفوفهم للقيام بمحاولة جديدة للسيطرة على المدينة بشكل كامل بعدما تراجعوا بضعة كيلومترات في مواجهة القوات الموالية للقذافي. وواجهت قوات الثوار في الحيين السكنيين "دولار" و"رقم 2" شمال غرب المدينة، مقاومة شرسة لم تكن متوقعة مما أدى إلى تباطؤ تقدمها. وأوضح ناصر مقصبي قائد كتيبة "شهداء ليبيا الحرة" على الجبهة "استخدمنا المدفعية لقصف الحيين". وأضاف "الوضع لم يتغير ونطوق الحيين". وقال المقاتل يوسف البدري "لقد حاولنا الاقتراب من الحي حيث تتواصل المعارك لكن فريقنا للاستطلاع اضطر للعودة أدراجه بسبب القناصة الذين تمركزوا حول الموقع". ومن جهته ذكر أحد الثوار ويدعى عبد السلام فرجاني "ننتظر الأوامر، معركة سرت ستنتهي قريبا لكن الحرب في ليبيا لن تنتهي إلا مع اعتقال القذافي" فيما كانت ثلاث دبابات تتمركز لقصف مركز قيادة عسكري يعتبر رمزا للنظام السابق.
وبعد أكثر من شهرين على سقوط نظام القذافي لم تفلح السلطات الليبية الجديدة في مطاردة الزعيم المخلوع والمقربين منه لأنها تصطدم بحيلهم وإصرارهم كما قال مسؤولون.