لا بالتأكيد. لأنك لو كنت تعرفها لما سمحت لمظلمتها أن تمر عبر سطر صغير حمله تقرير للزميلة الصحفية فاطمة باسماعيل ونشر في هذه الصحيفة ـ 18 مارس 2012 ـ دون أن يثير أي ردود فعل حقيقية ومباشرة لحل تلك القضية المتعثرة.

أم إبراهيم "المعلمة البديلة" يا معالي وزير الخدمة؛ نموذج للألم، وربما يكشف حديثها تلك الصورة وهي تقول: "فوجئت بتعيين طالبات تلقين الدرس على يدي في حين بقيت أنا دون تعيين". وبالطبع هي لا تتحدث عن نفسها وحسب، بل تتحدث بلسان المئات من البديلات اللاتي تعرضن لنفس المظلمة. كيف يمكن أن نتخيل هذه الصورة، وبأي تبرير يمكن أن نفسرها؟ هل برنامج (جدارة) يفاضل على أساس الأصغر سنا مثلا، أم أن البرنامج أريد له أن يتجاهل كل سنوات الخبرة؟ وطالما أن هناك معلمة بديلة خارج التعيين، فذلك يعني أنه ما زال هناك خلل في طريقة المفاضلة.. فكيف وهناك من ينتظرن التثبيت منذ أكثر من 10 سنوات؟

وفيما تراوح القضية في مكانها، وتخرج كل فترة بأسماء جديدة؛ يفرز محرك البحث عشرات الوعود، ومنها وعدك يا معالي الوزير الذي رافق يومك الثالث في الوزارة قبل نحو 6 أشهر. يقال بأن أصدق وعد هو الذي يقال بأقل الكلمات، وأتمنى ألا ينطبق ذلك على وعود وزارة الخدمة المدنية الكثيرة تجاه المعلمات البديلات، واللاتي أمضى بعضهن نحو 12 سنة في انتظار التعيين، وعملن سنوات طويلة في ظروف صعبة، وبرواتب متدنية، بل وفي قرى وهجر بعيدة؛ سعيا للحصول على خبرات تؤهلهن للتعيين.

وللعدل، فهذه القضية سبقت تسلمكم مقاليد الوزارة؛ إلا أن ذلك لا يعفيكم من السعي لإيجاد الحلول العادلة لها.