كشف الخلل
وطرقت سيول جازان جرس الإنذار، بعد وصولها للأحياء السكنية، في وقت ارتفعت حصيلة ضحايا الأمطار والسيول إلى 21 خلال اليومين الماضيين، بعد وفاة طفل أثناء إصابته بصاعقة رعدية في صبيا، ووفاة شاب غرقا في سيل الدريعية بصامطة خلال اليومين الماضيين، وإنقاذ مدني جازان شخصين آخرين احتجزتهما السيول.
وكشفت سيول جازان خلل المصدات البدائية في معظم المحافظات بعد جريان سيول أودية مقاب بأبوعريش، وواديي صبيا وضمد، وتعشر بالطوال، والمغيالة وغيرها، إذ اخترقت سد الحماية في ضمد المهدد بالسقوط، ووصول سيل وادي مقاب بأبوعريش إلى دوار المانجو، وارتفاع منسوب المياه في الطرق والأحياء.
أبوعريش تتصدر
وتصدرت محافظة أبوعريش الأعلى كميات أمطار اليومين الماضيين حسب تسجيلات محطات الرصد الهيدرولوجي والمناخي بنسبة 82.6%، تليها سد ضمد ثانيا بنسبة 77.0%، والحقو ثالثا بنسبة 72.2%، والحقلة بصامطة رابعا بنسبة 69.0%، وثعلبة بالعيدابي خامسا بنسبة 62.4%.
واستنفرت الأمطار وجريان السيول الجهات المختصة في جازان، واستمرار تحذيرات الدفاع المدني، وباشرت الجهات المختصة 6 أعمال ممثلة في: تساقط وانهيارات الصخور، ونزح وتصريف تجمعات المياه، وفتح الطرق، ووضع الردميات والمصدات، وفتح مناهيل التصريف، وردم المستنقعات.
وأكد الراصد الجوي وعضو جمعية الطقس والمناخ في المملكة علي مشهور لـ«الوطن»، أنه حسب آخر التحديثات، سيكون هناك توسع للحالة المطرية على أجزاء من منطقة جازان اليومين المقبلين، بسبب استمرار تدفق التيارات الدافئة الرطبة من جنوب بحر العرب، والرياح الموسمية القادمة من القرن الإفريقي، والتي تساعد في زيادة التكونات الماطرة، وستشهد معها أمطارا متوسطة إلى غزيرة، وجريان الأودية وارد بشكل واسع.
عرقلة السير
وساهمت أمطار الجمعة في إغلاق الطرق وعرقلة السير في شوارع المدينة المنورة الرئيسية، وتسببت في إغلاق الطرق الرئيسية مثل الدائري الثاني، وأتلفت المركبات إضافة إلى بعض الأحياء التي تضررت بدخول المياه إلى المنازل الشعبية، فيما سجلت العديد من حالات الاحتجاز وإغلاق عدد من الانفاق، وتدخلت فرق الإنقاذ بالدفاع المدني لإجلاء 83 راكبًا من حافلتين بعدما أصيبت بعطل بفعل ارتفاع منسوب المياه.
وطالت مياه الأمطار منظومة الإشارات المرورية، التي أصيب بعض منها بعطل فني، في عدد من المواقع، ومن ذلك طريق الدائري الثاني المتقاطع مع طريق علي بن أبي طالب، وطريق المطار، الأمر الذي اضطرت معه فرق المرور إلى تنظيم الحركة بالاعتماد على العنصر البشري.
وباشرت الجهات المعنية المواقع التي شهدت عطلا وعرقلة للسير، في حين وجهت أمانة المنطقة معداتها لسحب المياه في الطرق وإزالة الشوائب والأحجار التي سحبتها مياه الأمطار على الطرقات لإعادة حركة السير للطرق بعد ساعات من الأمطار، فيما ذكر أكاديميون مختصون في المناخ، أن حالة مدار 22 المطرية الصيفية حطمت أرقام السجلات المناخية التاريخية المسجلة منذ أكثر من 50 عاما.