لم تكن نهاية الأسبوع الماضي سعيدة، لأهالي قريتي جاضع الخمس وزبيدة، التابعتين لمحافظة أحد المسارحة، إذ تحول كرنفال أجواء المطر إلى كارثة لم تكن في الحسبان، حيث دهمت سيول وادي مسلة الهادرة القريتين، وذلك لأول مرة منذ نحو نصف قرن، حيث عبرت السيول الشوارع، وأغرقت أجزاء من المنازل، في وقت تواصل لجنة التحقيق المكلفة في بحث أسباب تحويل مسار السيول، أعمالها تمهيدا لرفع النتائج التي ستتوصل إليها إلى إمارة المنطقة لمحاسبة المتسببين.

عقوم الدمار

في أحد المسارحة جنوب جازان، دهمت السيول، وكادت تؤدي إلى كوارث بيئية في قريتي جاضع الخمس وزبيدة، لولا تولي أبطال الدفاع المدني والجهات الحكومية مهمة الإنقاذ.


وتسبب سباق الأهالي في بناء العقوم لسقيا الأراضي والمزارع، في كارثة أضرت بالقريتين حيث حاصرتهما السيول المتدفقة، وخلفت الدمار، وتسببت في أضرار كبيرة ممثلة في احتجاز الأهالي، وتضرر 110 منازل، وجرف عشرات المركبات، ونفوق عدد كبير من المواشي، وتسجيل إصابة وحيدة، وانقطاعات للكهرباء، وانهيارات للطرق، وتصدرت قرية جاضع الخمس الأضرار، تليها قرية زبيدة ثم قرية الجعدية.

إعادة الحياة

رصدت «الوطن» في جولة ميدانية، الأضرار التي لحقت بالقريتين، ووقفت على مخلفات الأمطار وإجلاء المواطنين ونقلهم، إلى جانب الجهود المبذولة من قبل الجهات المختصة في معالجة المخلفات والأضرار، وإعادة الحياة لطبيعتها.

وأكدت مصادر، أن سبب عقوم الدمار التي خلفتها السيول، جاءت نتيجة تعديل 3 عقوم ترابية.

أبطال الإنقاذ

منذ تدفقت السيول بادر أبطال الدفاع المدني لإنقاذ الأهالي والمحتجزين، ورابطوا في القريتين، وشاركتهم الجهات الحكومية والخاصة، مع تعاون المواطنين والمتطوعين الذين هبوا للمساعدة.

وسجلت فرق الدفاع المدني بمساندة ودعم من فروع المحافظات بطولات كبيرة، حيث استخدمت قوارب الإنقاذ والقوارب المطاطية للدخول إلى المنازل، وإخراج المحتجزين، كما استخدموا المعدات الآلية والشيولات، وتم نقل أهالي القريتين وإيواؤهم في فنادق جازان.

وتم إجلاء 32 أسرة، وتم إنقاذ وإيواء 187 شخصا، وسط استمرار الأعمال الميدانية المكثفة حتى الآن.

بقاء يومي

واصل محافظ بلدية أحد المسارحة، ورئيس البلدية، وأفراد الدفاع المدني المتابعة من داخل القريتين، وأشرفوا على التعاون في رفع المخلفات، وتوجيه الفرق الميدانية، وسط استنفار الجهات الحكومية كافة، فيما واصلت فرق الطوارئ والكوارث معالجة المخلفات ومكافحة أضرار السيول، ونزح المياه المتجمعة، وهدم العقوم، ومعالجة الطرق المتضررة وغيرها.

حالة مطرية

رفعت الجهات المختصة في جازان الحالة القصوى، لمواجهة الحالة المطرية الخريفية مصحوبة بصواعق رعدية قوية، بدأت منذ الأربعاء بعد هدوء نسبي خلال اليومين الماضيين، وتستمر لمدة 7 أيام، وسط تأثيرات مصاحبة، تتمثل في هبوب الرياح والبَرَد، وتدني مستوى الرؤية.

وتشهد محافظات جازان منذ أسابيع ماضية حالات مطرية متتالية، اكتست فيها أراضي جازان الخضرة، وتحولت إلى بساط أخضر، وتحولت المرتفعات الجبلية إلى حدائق معلقة، وجرت خلالها الأودية والسيول، وسط تحذيرات مبكرة ومتواصلة من المركز الوطني للأرصاد، ومديرية الدفاع المدني.