وقال مسؤول إيراني كبير، إن طهران قد تكون مستعدة لقبول اقتراح جديد من الاتحاد الأوروبي، للتوصل إلى اتفاق نووي إذا تمت تلبية مطالبها أولا.
في حين حذر البيت الأبيض إيران: «ستكون هناك عواقب خطيرة، إذا تعرض أي مواطن أمريكي للهجوم».
امتثال البلدين
وفيما تستمر الجهود الأمريكية الأوروبية لإعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني، تلقت واشنطن العديد من الانتقادات في هذا الشأن، بعد الكشف عن مخطط إيراني لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، وحادثة الطعن التي تعرض لها الكاتب البريطاني سلمان رشدي.
وبحسب تقرير لمجلة «بولتيكو» Politico الأمريكية، فإن المستجدات الأخيرة «لا تساعد الرئيس الأمريكي جو بايدن» في الوصول لاتفاق مع إيران، لإعادة امتثال البلدين لبنود الاتفاق، المبرم عام 2015 والذي أعلن الرئيس السابق دونالد ترمب الخروج منه.
الحرس الثوري
وكانت وزارة العدل الأمريكية كشفت هذا الأسبوع، وجود مخطط إيراني لاغتيال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون، وأعلنت توجيه الاتهام إلى أحد أفراد الحرس الثوري، ويُدعى شهرام بورصافي «45 عاما» المعروف أيضا باسم مهدي رضائي، انتقاما على الأرجح لاغتيال الولايات المتحدة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني في يناير 2020، بغارة قرب مطار بغداد.
ويوم الجمعة، أعلنت شرطة نيويورك أن الكاتب البريطاني سلمان رشدي، تعرّض للطعن في العنق في هجوم استهدفه قبيل إلقائه محاضرة، مؤكدة توقيف المشتبه به.
وعرّفت الشرطة الأمريكية عن المهاجم في الحادث، على أنّه هادي مطر «24 عامًا» من فيرفيلد في نيوجيرزي، في حين لم تّتضح دوافعه حتّى الآن، وأشارت مصادر إلى أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن مهاجم رشدي، سبق له نشر مواد تدعم النظام الإيراني.
جنسية المتهم
فيما أفادت مصادر محلية في لبنان بأن هادي مطر، المتهم بطعن الكاتب سلمان رشدي، في نيويورك، هو من أصل لبناني ويعيش مع والدته في الولايات المتحدة.
وفي حديث لموقع «النشرة»، قال رئيس بلدية منطقة يارون في لبنان، علي قاسم تحفه، إن «والدي الشاب هادي مطر الذي طعن الروائي سلمان رشدي أمس، هما من بلدة يارون، لكن هادي ولد وعاش في الولايات المتحدة ولم يزر لبنان نهائيا».
وأشار إلى أن «أهالي البلدة يتابعون الأخبار عبر وسائل الإعلام، ولا أحد منهم على معرفة بالشاب هادي مطر».
في حين تبحث الشرطة الأمريكية عن المزيد من المعلومات حول هادي مطر، المتهم بطعن سلمان رشدي، الكاتب البريطاني هندي الأصل، مؤلف رواية «آيات شيطانية» المخالفة والتي تلقى تهديدات بالقتل بسببها منذ عقود.
ضمانات العقوبات
وحذر مسؤولون غربيون منذ شهور، من أن الوقت ينفد لدعم المحادثات، لكن مسؤولا في الاتحاد الأوروبي قال لرويترز يوم الجمعة، إنهم يعتقدون أن القرار النهائي بشأن اتفاق سيتم التوصل إليه «لأسابيع قليلة جدا جدا».
ولا يبدو أن طهران علّقت علنًا على الاقتراح الأخير، لكن دبلوماسيًا إيرانيًا مجهولاً قال للصحيفة الإيرانية الرسمية، إن «مقترحات الاتحاد الأوروبي قد تكون مقبولة، إذا قدمت لإيران اليقين بشأن قضايا الضمانات والعقوبات».
ولا يزال من غير الواضح ما هي الضمانات التي تبحث عنها إيران الآن، على الرغم من تعثر المحادثات باستمرار على مدار الخمسة عشر شهرًا الماضية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مشكلتين رئيسيتين.
فإيران تطالب بصفقة نووية لفرض عقوبات، لكنها لا تزال «أكبر تهديد» في الشرق الأوسط للقيادة المركزية الأمريكية.
وكانت طهران قد طلبت في السابق تأكيدات من الولايات المتحدة، بأنه لا يمكن لأي رئيس مستقبلي أن يتراجع عن الاتفاق بعد انسحاب الرئيس السابق ترامب، من خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015، وفرض عقوبات صارمة على إيران.
لكن ورد أن الولايات المتحدة قالت إنه لا توجد وسيلة لها، لتقديم ضمانات طويلة الأجل بشأن مشاركة الولايات المتحدة في الصفقة، بالنظر إلى دورة الانتخابات الرئاسية التي تستمر أربع سنوات.
كما دعت إيران إدارة بايدن، إلى إزالة الحرس الثوري الإسلامي من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو مطلب رفضته واشنطن أيضًا.