الراب بشكل عام له طابع مختلف إلى حد ما عن أنواع الموسيقى الأخرى، بل وله جوانب ثقافية واجتماعية تميزه عن مختلف الأطروحات الفنية في الساحة، إلا أنه ومن منظور موسيقي بحت، فهو عبارة عن كلمات لها رتم محدد، وتتبع أثناء التغني بها عزف له إيقاع محدد أيضاً.
إدخال التقنية للمجالات الموسيقية تم من عدد من النواحِ، ومنها تحسين جودة المعزوفات، ودمجها، وتحليلها، بل إن التقنية في مجال موسيقى الراب تحديداً وصلت إلى إمكانية كتابة كلمات الأغنية بشكل آلي بالكامل، كما قام بذلك الدكتور بيتر بوتاش (Peter Potash) عام 2015 مع فريق بحثي، وذلك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
التجارب في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي للكتابة الآلية لكلمات أغاني الراب قام بها عدد من الباحثين، ولم يقتصر الأمر على مراكز الأبحاث في الجامعات الأمريكية فحسب، بل إن هناك محاولات في مختلف دول العالم، بل إن بعضها كان له أصداء مبشرة، ومنها ما قامت به طالبة الدراسات العليا (Lanqing Xue) عام 2021 بجامعة هونج كونج (Hong Kong University) مع عدد من العلماء بجامعات صينية الأخرى.
في بحث الفريق الصيني تم العمل على نظام ذكاء اصطناعي باستطاعته الكتابة الآلية لكلمات أغنية الراب، ليس لك فحسب بل إن الفريق البحثي قام بمحاولة المواءمة بين كلمات الأغنية والإيقاعات الموسيقية (Beats) أو ما يعرف بالـ«البيتز»، والتي تعد أحد أهم عناصر موسيقى الراب.
في النظام الذي عمل عليه الباحثون، تم فعلياً تطوير عدد من الخوارزميات، أحدها يقوم على كتابة كلمات الأغنية، وهذا كما تم في الأبحاث الأخرى السابقة، ولكن ما يميز عمل هذا الفريق هو الخوارزميات الأخرى، والتي يقوم أحدها بتعديل رتم الكلمات بحسب المعايير المألوفة لهذ النوع من الأغاني، وتقوم خوارزمية أخرى بإنتاج الموسيقى المصاحبة المناسبة، كما وتقوم أخرى بالمواءمة بين البيتز والموسيقى والكلمات، وبها كان قدم الفريق البحثي نموذجاً جديداً في عالم الذكاء الاصطناعي والموسيقى.