كشف الدبلوماسي والخبير في الشؤون التركية عبدالله الشمري عن دراسة تركية تُجرى حالياً لاستعادة الكتابة بالأحرف العربية عام 2023؛ بعد إلغاء الحرف العربي على يد أتاتورك قبل حوالي قرن. وقال الشمري إن عدداً من أفراد النخبة وأركان الحكم في تركيا صناعة عربية، مبيناً أن رئيس الجمهورية الحالي عبدالله غول كان يعمل في محافظة جدة وأنه مازح الحضور في افتتاح جامعة كاوست بقوله إنه يعرف جدة أكثر منهم لأنه عمل وعاش فيها.

وبين الشمري في محاضرة له صباح أمس بخميسية الجاسر بعنوان "النموذج التركي في الشرق الأوسط"، أن وزير الخارجية أحمد دواد أوغلو درس في الجامعة الماليزية على يد الأكاديمي السعودي الدكتورعبد الحميد أبو سليمان، ووصف وزير الخارجية أوغلو بأنه سيدخل التاريخ لأنه لا يكتفي بالتنظير للسياسة الخارجية لكنه يطبقها.

وقال الشمري إن تركيا تسعى للتقارب مع العالم العربي حتى أنها فرضت اللغة العربية كلغة اختيارية في المؤسسات التعليمية، وإن هناك خططاً من قبل الخارجية التركية لفرض اللغة العربية على المتقدمين للعمل بالسلك الدبلوماسي، كما أن جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية افتتحت معهداً لتعليم اللغة العربية.

وأشار الشمري إلى أن الأحداث الساخنة التي يشهدها الوطن العربي حالياً كانت داعماً قوياً للنموذج التركي، مبيناً أن تركيا لديها نموذج جيد جداً للديمقراطية، وأن دورها مقبول في هذه الحدود فقط، متوقعاً أن تظهر السعودية وتركيا كقوتين عظميين على خارطة الشرق الأوسط .

وسرد الشمري نتائج دراسات واستطلاعات أجريت في عدة دول حول صورة تركيا في الشرق الأوسط؛ وأن أبرز النتائج تشير إلى أن وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة كان له أثر إيجابي في تغيير صور تركيا أمام العرب. ثم تحدث عن الدور التركي في المنطقة العربية اليوم مشيراً إلى أن الدراسات التي أجريت في أغلبها ترى أن دور تركيا في المنطقة اليوم هو لترسيخ نظام ديمقراطي مدني تقوده قوى سنية ممثلة بالفكر الإخواني.

ثم انتقل في محاضرته إلى الحديث عن كتاب أميركي بعنوان "100 سنة قادمة" يركز على أحداث مستقبلية حتى عام 2090، وأوضح الشمري أن الدراسات الواردة في الكتاب تشير إلى أن تركيا ستظهر كإحدى القوى وقد تتحدى الصعود الأميركي في المستقبل حيث النمو الاقتصادي التركي يزيد بشكل متسارع، إضافة إلى قوتها العسكرية الأمر الذي قد يجعلها في مصاف الدول في الشرق الأوسط، كما أن الوضع السيئ للعالم الإسلامي يجعل تركيا الدولة الأقوى مستقبلاً، وعلى صعيدٍ آخر فإن ضعف روسيا سيعزز من قوة تركيا في القوقاز وتحالفاتها الإستراتيجية؛ مستفيدة من جذور الإمبراطورية العثمانية، مبيناً أنه في عام 2030 م ستكون تركيا منافسةً لأميركا وسيكون هناك توتر بينهما. واستطرد الشمري أنه في عام 2050 ستكون تركيا مؤثرة ومهمة في أفريقيا، حيث ارتفع عدد سفاراتها من 16 إلى 44 سفارة، ورأينا رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان في الصومال كأول زعيم تركي يزورها.

وفي ختام المحاضرة قدم نبذة عن تركيا بسكانها الذين يبلغون 74 مليون نسمة، 37 مليوناً منهم لا تتجاوز أعمارهم 29 عاماً؛ وأبان أن هناك 500 ألف خريج جامعي سنوياً من أكثر من 162 جامعة، وأن نموها الاقتصادي يعد أسرع نمو اقتصادي في العالم بعد الصين للعام 2011، وتصنف في المرتبة 17 اقتصادياً في العالم .