أدرك المدير السابق للدفاع المدني في المنطقة الشرقية اللواء حامد الجعيد كم كان محقاً في مطالبته أثناء فترة إدارته، بتوفير مركز للإيواء في المنطقة الشرقية يلجأ إليه الناس في الظروف الطارئة كالتي شهدتها أول من أمس حين حصل تسرب "غاز الإيبوكسي الخانق" من أحد خزانات الشركات الصناعية في المدينة الصناعية الأولى.
وعلى الرغم من تمكن فرق الدفاع المدني من تطويق الحادث وعدم حصول "كارثة"، وإعلان الدمام منطقة آمنة، فرض موضوع منطقة الإيواء نفسه مجدداً خصوصاً أن "وضع المنطقة الشرقية خطير جداً في ظل تزايد أعداد المصانع الكيميائية في الدمام والجبيل"، وفق الجعيد.
وأوضح أن المسألة تتطلب أن توفر أمانة المنطقة قطعاً من الأراضي في كل محافظات المنطقة لإنشاء مراكز إيواء عليها، مشيراً إلى خطة لتطوير خدمات الدفاع المدني في إطار خطة شاملة لوزارة الداخلية.
لكن أمين المنطقة الشرقية ضيف الله العتيبي كان قد أوضح في تصريح إلى "الوطن" سابقاً، أن موضوع مراكز الإيواء ليست جديداً، معلناً أن الأمانة ليس لديها قطع أراضٍ تناسب هذا المشروع.
وفيما يتعلق بالتسرب، أعلن الناطق الرسمي باسم الدفاع المدني في الشرقية المقدم منصور الدوسري أن "كل أحياء مدينة الدمام آمنة حالياً"، مطمئناً الأهالي بـ "زوال الخطر بنسبة كبيرة جداً حتى هذه اللحظات"، مستنداً إلى قراءات ينفذها مختصون كل ساعة لتقويم النتائج.
"أحياء الدمام آمنة".. كانت هي النقطة الأبرز يوم أمس فيما آلت إليه جهود فرق الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية ومتابعات وتداعيات حادثة تسرب مواد كيميائية خطرة "غاز الإيبوكسي الخانق" من أحد خزانات الشركات الصناعية في المدينة الصناعية الأولى بالدمام مساء الثلاثاء الماضي.
وبتأكيده ذلك، قال الناطق الرسمي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية المقدم منصور الدوسري، في تصريح إلى "الوطن" أمس، "إن جميع أحياء مدينة الدمام آمنة حالياً"، مطمئناً الأهالي بزوال الخطر بنسبة كبيرة جداً حتى هذه اللحظات، مستنداً على قراءات ينفذها مختصون كل ساعة لتقييم النتائج، مؤكداً تلاشي الأبخرة المتصاعدة، وأن الإجراءات الاحترازية حالياً اقتصرت على موقع الحادث فقط ومحيط المصنع المتضرر وذلك لأسباب فنية.
وكان الدفاع المدني، توقع مع بداية الحادثة أن يستغرق الأمر والسيطرة على الموضوع 48 ساعة حتى يزول الخطر، وقد أشار المقدم الدوسري في حديثه لـ"الوطن" أمس إلى أن جهود الدفاع المدني ستستمر حتى تتم السيطرة على التسرب بصورة كاملة، وحتى يزول الخطر بشكل نهائي. متوقعاً أن تكون الساعات القادمة - ساعات هذا الصباح - أكثر أماناً وزوالاً للخطر. وحول ما سجلته أجهزة الرصد الخاصة بفرق التدخل في حوادث المواد الكيميائية التابعة للدفاع المدني، أوضح المقدم الدوسري أن القراءات التي سجلتها الأجهزة كانت مطمئنة ومرضية، وقال "كل ساعة توجد قراءة، حيث يدخل الأفراد المختصون إلى الموقع ويسجلون قراءاتهم". لافتاً إلى انخفاض كمية الأبخرة المتصاعدة من الخزان المتضرر". معللاً عدم استخدام المياه لتبريد أو تجميد الغاز المتسرب بأن المادة المتسربة لا يتناسب معها استخدام المياه الذي قد يؤدي إلى الانفجار في هذه الحالة، وهو أمر فيه نسبة كبيرة من الخطورة، مبيناً في نقطة أخرى أن تلك المواد الكيميائية تتفاعل وينتج عنها حرارة، والحرارة ينتج عنها ضغط، والضغط يولد الانفجار، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لو تعرضت الكمية المتسربة في بداية الأمر الذي كانت فيه نسبة التركيز عالية إلى أي شرارة لتسببت باشتعال أو انفجار. مؤكداً في الوقت نفسه أن ما اتخذ من إجراءات كان الأفضل والأنسب للتعامل مع الحادثة.
وفي إشارة منه إلى الإجراءات الاحترازية التي اتخذها الدفاع المدني، قال المقدم الدوسري إن الشركة الأميركية الأم المصنعة للمادة الكيميائية المتسربة، أيدت الإجراءات الاحترازية التي نفذها الدفاع المدني وتعامل بها مع الحادث، حيث جرى التواصل مع تلك الشركة خلال مجريات الأحداث.
وحول عدم لجوء الدفاع المدني إلى إخلاء الأحياء السكنية وأهمية وجود مواقع إيواء، أكد أن الأمر لم يكن يستدعي إخلاء الناس، وقال "حسب نسبة الخطورة اكتفينا بإخلاء المصانع والشركات في محيط ذلك الموقع".
مرجعاً عدم تخصيص مواقع محددة للإيواء في الشرقية، إلى إشكالية في إيجاد أرض كافية لذلك في حاضرة الدمام، وقال "إن أقل ما نحتاجه للإخلاء الكلي هو مساحة من الأرض لا تقل عن مليون متر مربع في حاضرة الدمام". مؤكداً أن الإخلاء الجزئي لا توجد فيه مشاكل، إذ يعتمد على إيواء الناس في صالات الأفراح والفنادق والشقق السكنية من خلال تنسيق مسبق.
وأضاف أن هناك اجتماعاً بين الدفاع المدني واللجنة الاستشارية المشكلة من جهات ذات علاقة، لتقرير موعد إعادة تشغيل المصانع وفقاً لتضييق دائرة الخطر، وكذلك سيحدد ذلك الاجتماع السماح بعودة تشغيل التيار الكهربائي في ذلك الموقع. مؤكداً حرص الدفاع المدني على عامل الوقت واستمرار عجلة الإنتاج في المصانع والشركات، إلا أن الأهم من ذلك بحسب الدوسري هو سلامة الأرواح والمواطنين والمقيمين.
وأشار إلى تثمين أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز لجهود ورجال الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية في احتواء الحادث والسيطرة عليه.