وبدأت القصة، عقب الانتهاء من الجزء النظري لبرنامج تدريبي متخصص في صناعة الأفلام السينمائية القصيرة في نادي السينما التابع لجمعية الثقافة والفنون في الأحساء لمجموعة من المتدربين والمتدربات «اليافعين واليافعات»، حيث قرر المدرب السينمائي علي العبدالله إخراج فيلم سينمائي، ووقع الخيار على التوجه إلى سوق «الحريم» الشعبي في الأحساء، وأثناء تواجد فريق صناعة الفيلم هناك، التقى ببائعة في السوق، تدعى أم ثامر (غدير الدوسري)، وسرعان ما تقرر تصوير فيلم وثائقي يروي تجربتها، وحمل عنوان «دراعة».
ولعبت أم ثامر دور البطولة في الفيلم الذي حقق خلال فترة قصيرة لا تتجاوز بضعة أشهر من صناعته نجاحات طيبة.
العباءة والنقاب
تناولت الممثلة السعودية «أم ثامر»، وهي ترتدي العباءة والنقاب في مشاهد وأحداث الفيلم الذي امتد 20 دقيقة، وتم تصوير غالبية مشاهده في «بسطة» داخل السوق، قصتها كبائعة في سوق الحريم، تستعرض روتينها اليومي في السوق، وطقوس الغيرة بين بائعات السوق، وأساليب التسويق التقليدي الخالي من الإعلانات والبعيد عن التسويق الإلكتروني، حتى باتت تجربة ريادة أعمال ناجحة بكل المقاييس.
غيرة وحسد
طرحت أم ثامر في مشاهد الفيلم تجربتها في بيع الملابس في السوق، والغيرة والحسد بين بعض البائعات في السوق، وكيف تتكتم البائعات على أسرارهن التجارية أمام بقية البائعات، والغش في استبدال الملابس النسائية بعد استخدامها، والأمراض الناتجة عن استرجاع ملابس مباعة «مستخدمة»، ورفض كثير من البائعات الاسترجاع لمبيعاتهن بسبب ذلك، واستمرار غالبية البائعات في استخدام البخور، وأنه سبب في جذب الراغبات بالشراء إلى بسطاتهن، علاوة على توفير بضائع ومنتجات يدوية تتميز بها الصناعات التقليدية في الأحساء، مبينة أن أكثر زبائن السوق من النساء الكبيرات، مبينة حرص البائعات على استقبال الزبائن بالبشاشة والترحيب. أسلوب فكاهي
أشار المدرب، المخرج علي العبدالله لـ«الوطن» إلى أن شخصية «أم ثامر» هي العنصر البطل داخل الفيلم، وكان طرحها وإجاباتها قد فرضت على المشاهدين للفيلم المتابعة، وطرحت قصتها والعقبات التي تعرضت لها والمشاكل الدرامية التي تعرضت لها من خلال مشاهد الفيلم ببساطتها وعفويتها، شارحة كيف تقبلت كل ذلك في حياتها، وتعاملها مع الحياة بكل بساطة بعيدًا عن التعقيدات، وبأسلوب «فكاهي».
وقال العبدالله إن «أم ثامر شدت بعفويتها وتبسيطها للمعاناة التي عاشتها في حياتها ومع أولادها وبناتها وقصة انتقالها من صاحبة موهبة فنية تشارك في فرقة تحيي حفلات الزواج إلى بائعة في سوق الحريم من نصيحة صديقة والدتها، وأن ذلك سر استمرارها في السوق».
دون تكلف
أضاف العبدالله «استغرقت صناعة الفيلم كاملًا 3 أسابيع، أسبوع للدورة والتصوير، وأسبوعان في المونتاج، وصعوبة الأفلام الوثائقية تكمن في المونتاج».
وتابع «فكرة الفيلم قامت على اختيار قصة إنسان «حقيقي»، استطاع أن يحول مشاكله إلى زاوية من الابتسامة دون تكلف».
ولفت إلى أن «القصص المؤلمة التي تتحول إلى طرائف تحظى بنصيب الأسد من اهتمام المتلقي الذي يتلهف لمعرفة كيفية الوصول إلى حلول لتلك الآلام».
وأكمل «كان فريق صناعة الفيلم محظوظًا في اختيار أم ثامر من جملة نسوة يعملن في السوق، وكان للمتدربات في فريق صناعة الفيلم دور كبير في إقناع أم ثامر بالمشاركة في الفيلم». من الورق إلى الشاشة
بيّن المشرف على نادي السينما في جمعية الثقافة والفنون في الأحساء قاسم الشافعي، أن فيلم «دراعة» يمثل تجربة قريبة من القلب، فكان وصولها إلى قلوب المتلقين بشكل سهل، وأن الفيلم هو تحقيق لرؤية النادي بأن السينما اختبار حقيقي للشغف والتدريب والتنمية والاستثمار في الطاقات الشبابية، وهدف النادي الاستثمار في ورش العمل بشكل تنموي وبمخرجات ثقافية تهدف إلى استمرار المواهب الشابة في رحلة صناعة الأفلام من ورق إلى عرضه على الشاشة في المهرجانات والمناسبات. فطرية وطبيعية
أكد رئيس المقهى الثقافي في جمعية الثقافة والفنون، عضو المجلس التأسيسي لجمعية الأفلام في السعودية الدكتور محمد البشير (محكم أفلام)، أن أدوات الفيلم، كانت فطرية وطبيعية، وأم ثامر سيدة مكافحة حقيقية، وتتحدث بتلقائية أمام الكاميرا لتحكي تجربتها، فقد اعتادت على مواجهة الزبائن في السوق، حتى باتت مقابلة الجمهور من الأعمال اليومية لها، وتوافق ذلك مع صناعة فيلم «نوعي»، حظي بتصفيق المشاهدين، وهو تجربة حقيقية، بمقاييس نموذجية لكل قادر على صناعة الأفلام، والوقوف أمام الكاميرا، وها هي تخرج أم ثامر من السوق لتشرح تجربتها في المحافل، فهي تجربة تستحق أكبر جائزة حقيقية، وبالفعل كان الفيلم يحكي الواقع، وذلك أهم مزاياه.
رسائل الفيلم التشجيع على ريادة الأعمال في مختلف المهن الحرة.
الاستعداد لإدارة وتطوير المشروع التجاري من أجل تحقيق مزيد من المكاسب والأرباح.
الاعتماد على النفس في كسب الرزق.
كسب مزيد من الثقة بالنفس.
التأكيد على جمع رائدة الأعمال بين إدارة مشروعها والاهتمام بأسرتها.
التعامل الحسن والبشاشة مع الزبائن.