في الوقت الذي تنتاب سكان حي الحرازات شرق جدة مخاوف من سقوط أبنائهم وموتهم غرقاً في ما أسموه بحيرة الموت، طالبوا الأمانة بردم البحيرة، خاصة أنها تقع بجوار منازلهم، مستنكرين الصمت الذي يقابل به مسؤولو الأمانة وبلدية أم السلم مطالبهم المتكررة بردم البحيرة التي نشأت قبل عامين في أعقاب سيول جدة الأولى.

وأضاف المواطنون خلال سرد معاناتهم مع البحيرة، أنهم يلحظون وجود بعض المعدات الخاصة بالأمانة التي تتظاهر بالعمل في المكان في الأوقات التي يتفقد فيها أمين جدة أو أحد المسؤولين المشاريع الخاصة بتصريف مياه السيول في المنطقة، وبعد الزيارة تختفي.

وأوضحوا أنهم تقدموا بشكوى رسمية للأمين تحمل الرقم 3200273242 ووحولت إلى الإدارة العامة لخدمات العملاء ثم إلى وكالة الخدمات "إدارة الأزمات" ثم إلى إدارة الوقائية الصحية، دون نتيجة رغم مراجعتهم اليومية، ملمحين إلى تحذيرهم من قبل الدفاع المدني من خطر هذه البحيرة المفتوحة على أرواح المواطنين.

ومما يزيد من تخوف المواطنين الذين التقتهم "الوطن" هو اقتراب موسم الأمطار، الذي يذكرهم بالكارثة التي حدثت خلال العامين الماضيين، مشيرين إلى وقوف أمين جدة الدكتور هاني أبو رأس على البحيرة وتأكيده على ضرورة ردمها في أسرع وقت.

من جهتهم، أشار المواطنون سعيد عجلان وفلاج الروقي وشبيب المقاطي لـ "الوطن" إلى أنهم أحسوا بالفرحة الغامرة حينما سمعوا وعلموا بتوجيهات المسؤولين في الأمانة بردم البحيرة نظراً لخطورتها، مؤكدين حضور أحد المقاولين للموقع والبدء في العمل فعلاً، إلا أنه توقف بعد يومين.

من جانبه، قال رئيس بلدية أم السلم المهندس خالد باوارث إن شركات المرادم في جدة أخطرت لوضع حمولاتها في البحيرة بهدف ردمها بالكامل، مضيفاً أن العمل جار حالياً لإكمال ردمها، بهدف الحفاظ على أرواح السكان وأولادهم، لافتاً إلى توجيه أمين جدة بسرعة الردم بعد وقوفه عليها.

من جهته، أفاد مشرف ميداني في الشركة المكلفة بردم البحيرة، رفض ذكر اسمه، بأن قلة المعدات وتعطلها أديا إلى انسحابهم أكثر من مرة من الموقع، مؤكداً أنهم ماضون في ردم البحيرة.