عثرت فرق الإنقاذ في نجران على جثة الطفل أحمد رائد آل جعرة «4 سنوات» والذي جرفته السيول مساء أول أمس بوادي نجران، وانتشلت جثته من موقع قريب من كوبري المركب على بعد 25 كلم تقريبا من مكان سقوطه، وبذلك يرتفع عدد ضحايا الأمطار والسيول بالمنطقة إلى 5 أشخاص بينهم 3 أشقاء.

كما انتشلت فرق الدفاع المدني بجازان جثة مواطن، داهمته مياه السيل وهو عائد بمركبته إلى منزله بقرية هيجة رملان.

عناية إلهية


وأنقذت العناية الإلهية فتاة 15 عاما من الموت المحقق، بعد أن صعقها ماس كهربائي على سطح منزلها المكون من 4 أدوار، وهي تحاول تصوير الأمطار، وتعرضت لكسور بأجزاء من جسمها ونقلت إلى المستشفى وأدخلت العناية المركزة وقدمت لها كافة الخدمات العلاجية، والتدخل السريع من قبل الكادر الطبي، فيما أكد والدها أن ابنته استقرت حالتها وعاد لها الوعي، وستجرى لها عملية جراحية، مشيرا إلى أن الكادر الطبي طمأنه على صحتها.

تواصل الأمطار

وكانت الأمطار الرعدية تواصلت بمنطقة نجران ومحافظاتها وبغزارة شديدة، مما زاد من نسبة جريان السيول بمختلف الأودية والشعاب، وحذر المركز الوطني للأرصاد الجوية وكذلك مديرية الدفاع المدني الجميع من التجمع حول أماكن جريان السيول وعدم المغامرة والتهور، والالتزام بالتعليمات وإرشادات السلامة نظير ما تشهده المنطقة من أمطار غزيرة ورياح سطحية شديدة، وعواصف وأتربة مثارة وتدنٍ للرؤية، بينما ما زالت الجهود مستمرة لتصريف المياه من الطرقات والشوارع الرئيسية والفرعية، عبر صهاريج الشفط في عدد من المواقع، التي شهدت تزاحما كبيرا وتسببت في إعاقة الحركة المرورية، جراء كميات المياه التي شهدتها تلك الطرقات.

انتشار البعوض

على صعيد متصل، أبدى أهالي حي الشرفة استياءهم الشديد من عدم شفط المياه الراكدة، التي خلفتها الأمطار التي هطلت على نجران وضواحيها، حيث تدخل المياه الراكدة يومها الرابع على التوالي، الأمر الذي يتخوف منه الأهالي من تحولها إلى بؤرة لانتشار البعوض، ومطالبات بوضع تصاريف إضافية لتخفيف الضغط على مصد السيول وتصريفها بسرعة.

تصاريف إضافية

قال عمدة حي الشرفة علي رخيم آل منصور، أن الحي من الأحياء الكبيرة ومحاط بعدة جبال تسيل بالحي، ويلزم وضع تصاريف إضافية عديده تخفف من الضغط على مصد السيول وتصريفها بسرعة، حيث لا يوجد تصريف بالمربع الذهبي بالحي، من شرق ومن وسط الحي غرب المربع وعدة جبال ونهاية المخطط الجنوبي من غرب، ومقابل دوار الزانة وكذلك شرق الدفاع المدني، وغرب مجمع مدارس البنات بالشرفة وجنوب مدرسة بلال، وهي مواقع تشكل خطورة لعدم وجود تصريف للسيول، وهذا ما أكده عدد من ساكني الحي.

رسائل تحذيرية

وفي منطقة جازان استمرت الأمطار الغزيرة، وشملت محافظة العارضة، الحرث، الريث، الدائر، العيدابي، وهروب، ورصد المركز الوطني للأرصاد تسجيل أعلى كمية للأمطار بجازان إذ بلغت 45 ملم، في حين تم إرسال رسائل تحذيرية عن استمرار هطول الأمطار بجازان.

وتدفقت كمية كبيرة من السيول بوادي بيض، ووادي رملان التابعين لمحافظة الدرب، ونتج عنها انقطاعات مؤقتة في طرق الفطيحة، كذلك جرف سيل وادي رملان مواطنا بعد أن داهمته المياه السيل، وهو عائد بمركبته إلى منزله بقرية هيجة رملان، وقامت فرق الدفاع المدني وبمساعدة من أهالي القرية بانتشال جثته.

وقام رئيس بلدية محافظة صبيا المكلف المهندس وليد جابر الفيفي، بجولة تفقدية للوقوف ميدانياً على أماكن تجمعات مياه الأمطار، والأضرار التي خلفتها في المحافظة والقرى التابعة لها، ووجه المختصين بسرعة متابعة التجمعات والأضرار، ومعالجتها مباشرة حسب الاختصاص وتجنيد كافة الآليات والمعدات، للتعامل مع أي بلاغ يرد للبلدية، كما هطلت أمطار متوسطة إلى غزيرة على منطقة عسير، شملت تأثيراتها المصاحبة نشاطا في الرياح السطحية وتساقط البرد، وجريان السيول وتدنياً في مدى الرؤية، على مدينة أبها ومحافظات أحد رفيدة والحرجة والربوعة، وخميس مشيط وسراة عبيدة وظهران الجنوب.

3 أسباب

وبلغت الأمطار التراكمية التي هطلت على المملكة اليومين الماضيين 28.2951.42.2415 ملم، وسجلت منطقة جازان أعلى كمية أمطار بنسبة 45 ملم، وسط توقعات بارتفاع أعلى معدلات للأمطار على المناطق الجنوبية.

وأكد الراصد الجوي علي مشهور لـ«الوطن»، أن الحالة المطرية التي تشهدها المنطقة هي حالة موسمية خريفية معتادة، مشيرا إلى أن شهر أغسطس يعتبر ذروة الحالة الخريفية، بسبب ارتفاع موجة مدارية قادمة من بحر العرب، ونشاط لتيارات دافئة رطبة من جنوب البحر الأحمر، ورياح موسمية قادمة من القرن الإفريقي، والتي ساهمت هذه العناصر الجوية في زيادة كمية الرطوبة، وبالتالي زيادة التكونات الماطرة، التي تشمل معظم أيام أغسطس، مضيفا إلى أن نسبة الأمطار تبلغ من 40 إلى 60 ملم، وقد تتجاوز هذا المعدل خلال الأيام المقبلة، مع استمرار جريان الأودية والشعاب.