أنجز مجموعة من الشباب السعوديين يتقدمهم المخرج أنس حكمي فيلما قصيرا بعنوان "الدرم" ينتقد أحد التقاليد الموروثة البالية، وشاركوا به في مهرجان الفيلم السعودي الأول.

الفيلم الذي يروي قصة شاب أمي طرد من قريته، بسبب تعصب القبيلة، ليواجه مصاعب الحياة وحيدا، ولترمي به الأقدار كحارس أمن على بوابة أحد المحلات التجارية، لم يلتفت لبعض الأخطاء الفنية، ومن أبرزها أن غياب الـ20 عاما، لم يكن باديا على ملامح البطل، أو حتى سنه العشريني أصلا.

خلال عرض الفيلم أمام لجنة تحكيم المهرجان، سمعت آراء أعضاء اللجنة، وكانت منطقية، نوعا ما، حتى وصل الدور إلى الفنان خالد الحربي. حينها تذكرت ملكة فرنسا ماري إنطوانيت ومقولتها المشهورة للمتظاهرين بحثا عن الخبز "إذا لم يكن هناك خبز للفقراء.. فليأكلوا الكعك"، فقد بدا الحربي كأحد مواليد الملاعق الذهبية، أو أولئك الذين يشترون السماد لمزارعهم، بكل سهولة، وينتقدون بعض المزارعين "الضعوف" قائلين "رح اشتر"، أو كتلك الفئة من الناس الذي لا يعلمون أدنى شيء عن المطحونين.

انطلق الحربي في انتقاده الفيلم من وصف شخصية البطل بـ"الفاشل" لأنه لم يستطع تطوير نفسه، وبقي خلال 20 عاما على حاله"، وكأنه لا يريد استيعاب أن فكرة العمل هي ألا ينجح هذا الشاب البائس.

ماذا كان يريد الحربي من البطل أن يفعل.. يتساءل الحربي: كيف لم يستطع الزواج؟، وكيف بقي على هذا الراتب الضئيل.

من هنا أقول له: المهور – طال عمرك – تحتاج عشرات الألوف على الأقل، أما التطوير فيحتاج أيضا قليلا من رضا الوالدين، وتفهم المسؤولين.. وإلا أقول لك: رح اشتر.