وبيّن المدير التنفيذي للمشروع باسل أباالخيل أن تكاتف الجميع وحرصهم على نجاح المشروع حقق أهدافه المتمثلة بخدمة المرضى، وأن هذا ما دعا إلى زيادة مركبات «مأجور» لتصبح أسطولا متكاملا يتم العمل باستمرار على تطويره.
فكرة تتحول إلى قصة
كان «مأجور» مجرد فكرة، تحولت إلى قصة، أو مجموعة قصص، حيث لم يعد مستغربًا أن يُشاهد أسطول «مأجور» يجوب أروقة محافظة عنيزة.
ويقوم المشروع على نقل المرضى من منازلهم إلى المرافق الصحية مثل المستشفيات ومراكز غسيل الكلى، وذلك في المواعيد المحددة لهم للمراجعات أو إجراء الغسيل الكلوي والفحوصات والتحاليل المخبرية والأشعة وانتظارهم حتى الانتهاء، ومن ثم إعادتهم مرة أخرى إلى منازلهم دون أي مقابل مادي.
وانطلقت الفكرة من الحاجة الماسة إلى توفير خدمات النقل الطبي للمواعيد الدورية، وهي خدمات لا توفرها المستشفيات ولا الأجهزة الصحية الأخرى، حيث يعمل هذا المشروع على توفير النقل الطبي الطارئ وغير الطارئ مجانا للمرضى من المواطنين والمقيمين المقعدين سريريًا بشكل آمن ومريح، لحضور المواعيد الطبية الدورية لمرضى الطب المنزلي وكذلك مرضى الفشل الكلوي عبر أحدث السيارات الطبية المجهزة بمواصفات عالية الجودة والتي يديرها طاقم طبي وإداري متخصص ذو خبرة وكفاءة عاليتين يحمل تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.
مستهدفون
يستهدف المشروع خدمة جميع من يتعذر وصوله بسهولة إلى المستشفيات والمراكز الصحية، إما لعدم وجود وسيلة نقل، وإما لصعوبة التعامل مع حالته الصحية كأن يكون مقعدًا على سرير أو على كرسي متحرك.
وتلمست جمعية أصدقاء المرضى في عنيزة الحاجة لمثل هذا المشروع من خلال فريق الزيارات فيها، والذي كان يقوم بزيارات مختلفة للمرافق الصحية لتفقدها والالتقاء بالمرضى وتلمس احتياجاتهم، وهنا استدعت الحاجة إلى التفكير بوسيلة نقل لبعض المرضى غير القادرين على الوصول إلى المستشفيات.
وناقش مجلس الإدارة الفكرة في اجتماعه، وتوصل إلى أهمية إيجاد وسيلة تهدف لنقل المرضى، ومن ثم بدء العمل بجدية لشراء سيارة لخدمة المرضى.
وانتقل المشروع إلى حيز التنفيذ الفعلي مع تدشين أمير القصيم الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز لمشروع «مأجور» لنقل المرضى في 20 ربيع الثاني 1441 وذلك بمقر الإمارة بمدينة بريدة.
ووصف أمير القصيم المشروع بقوله «مأجور من الأفكار النوعية التي تخدم المرضى، ومن المهم تعميمها على نطاق واسع، ومواصلة الجهد في ذلك لما له من الأجر الكبير، وبما يتوافق مع توجيهات ولاة أمرنا حفظهم الله».
وأسهم دعم أمير المنطقة في انطلاقة المشروع بشكل قوي، حيث تم تأمين 8 مركبات مجهزة تجهيزًا كاملًا بكل ما يحتاجه المريض من رافعة للكرسي وسرير نقال وكرسي مرافقين.
نقل وحركة
خُصصت إدارة مستقلة بالحركة تدور مهمتها حول استقبال مكالمة المستفيد وحجز موعده بالوقت واليوم المناسبين، ثم التواصل مع المستفيد قبل الموعد بساعة.
وشدد المدير التنفيذي باسل أباالخيل على أن التطوير بدأ بعد الانطلاقة وهو تطوير مستمر ليصبح أسطولا متكاملا.
وكان المشروع بعيد انطلاقته قد تعرض إلى ما فرضته الإجراءات الاحترازية لتفشي وباء كورونا، والتي أدت إلى توقف الحركة، وهنا برزت أهمية المشروع حيث لبى الحاجة الملحة له فتضاعف عمله مع إيقاف وسائل النقل الخاصة، وقدم خدمات لا يزال يذكرها الجميع ويشيد بها.
مواقف وتقدير
يستذكر مشرف المشروع، أحد قائدي المركبات محمد المطيري عددًا من المواقف التي واجهته خلال تأدية عمله، ويقول «في أزمة كورونا تواصل معي أحد المرضى المنومين لإيصاله إلى منزله بعدما بقي منتظرًا 4 أيام في المستشفى نظرًا لعدم توفر وسيلة نقل تناسب حالته الصعبة، وبعد بحثه وجد أن المشروع ينقله بالمجان، وقد قمنا بنقله وإعادته إلى منزله».
ويضيف «من المواقف التي أذكرها أيضًا، أن سيدة مقعدة توقفت مصالحها بسبب انتهاء هويتها الوطنية، فتم نقلها لتجديدها، وكذلك نقل سيدة مقعدة على سرير ومنوّمة كُتِب لها خروج الساعة العاشرة صباحًا في رمضان، ولم تجد وسيلة نقل وعندما تواصلت معنا بعد صلاة التراويح ذهبنا للمستشفى ونقلناها للبيت، وأخبرتنا أنها كانت قد حصلت على سيارة إيجار من أحد المستوصفات، لكن طلب منها 1200 ريال مقابل الخدمة».
ويتابع «لا ينحصر العمل على النقل من وإلى المستشفيات فقط، فهناك بعض الحالات تحتاج خدمات أخرى مثل الزيارات والنزهة وغيرها التي تنعكس نفسيًا بشكل إيجابي على المريض».
مأجور
* مشروع خيري يهدف إلى نقل المرضى والمحتاجين
* أطلقته جمعية أصدقاء المرضى في عنيزة
* بدأ بـ8 سيارات ويتوسع بشكل مستمر تلبية للاحتياج
* سياراته مجهزة بمواصفات عالية الجودة
* يدير سياراته طاقم طبي وإداري متخصص
* الطاقم العامل على السيارات يحمل تصنيف هيئة التخصصات الصحية
* للمشروع إدارة مستقلة للحركة تنسق مع المرضى والمحتاجين