جزء من التحول
في تشخيص لواقع المتاحف السعودية، يقول رئيس ومؤسس نادي ثقافة متحفية وعضو المنظمة الدولية للمتاحف ICOM حسان طاهر إن «المملكة تعيش اليوم نهضة تنموية شاملة في كافة القطاعات الثقافية، بما فيها القطاع المتحفي، والثقافة السعودية تمثل جزءًا أساسيًا من عملية التحول الوطني للمملكة».
تحولات هيكلية
أضاف طاهر «منذ بدأت أولى بوادر الاهتمام الرسمي بالقطاع المتحفي في السعودية عام 1364 للهجرة حين شاركت المملكة في تأسيس منظمة (اليونيسكو)، وقطاع المتاحف السعودي يمر بعدة تحولات هيكلية، وشهد نشاطا واسعا خلال الـ6 سنوات الأخيرة، حيث ارتبط تطويره بعدد من السياسات العامة التي أعطت المتاحف أهمية بالغة».
وتابع «لا شك أن القطاع المتحفي في السعودية عانى بوجه العموم من انخفاض الثقافة المتحفية لدى المجتمع المحلي، وهي التي شكلت أكبر التحديات التي تواجه القطاع، ويعود ذلك إلى جملة أسس جوهرية في مقدمتها نقص الكوادر المؤهلة المتخصصة في المجال، وانعدام البرامج التدريبية المتخصصة، إضافة إلى الضعف الشديد في التأهيل الذي يعتري كثيرا من المتاحف، وكل ذلك أدى بطبيعة الحال إلى ضعف كبير في الإقبال، وضعف في جاذبية المتاحف من حصة الأنشطة الثقافية والسياحية على المستوى العام».
نمو عددي
يوضح طاهر أنه «على الرغم من أن القطاع شهد نموا مطردا في زيادة أعداد المتاحف على مر السنين في كافة مناطق المملكة، إلا أن أغلبها يعاني من ضعف المستوى، ويغلب عليها قطع التراث الشعبي، ويواجه كثير منها مشكلات في العرض المتحفي، وقصور في حفظ وتوثيق المقتنيات، وجهل في كيفية المحافظة عليها، إضافة إلى عدم توفر مقرات مستقلة لأغلب المتاحف، وعدم وجود الحراسة الأمنية اللازمة، وعدم توفر الأنشطة الجاذبة للزوار، وعدم وضوح مواقعها مما يسبب جهل الزوار بوجودها، إضافة إلى الصعوبات المالية التي تواجه أغلب المتاحف وتحديدا الخاصة منها».
وبين أنه على الرغم من كل تلك الصعوبات، إلا أن بعض المتاحف تخرج عن قاعدة الضعف في المستوى، حيث يتميز القليل منها في بنائه وتنوعه وندرة مقتنياته وجودة العرض المتحفي بالشكل الذي أهلها لتكون منارات ثقافية في المنطقة المتواجدة بها.
مهمة نهوض
يرى طاهر أن وزارة الثقافة حملت على عاتقها مهمة النهوض بالقطاع وتطويره باعتباره عاملا معززا للهوية الوطنية ومساهما في تحسين جودة الحياة، وبدأت أولى خطواتها بتأسيس هيئة متخصصة «هيئة المتاحف» مهمتها الإشراف على القطاع وتطويره وتنميته، وأطلقت بدورها إستراتيجيتها التي ستعمل على التطوير التنظيمي والتشغيلي، ودعم وتمكين الممارسين والمستثمرين فيه لتكون المتاحف منصات ثقافية حقيقية، توفر محتوى معرفيًا متنوعًا، وتستقطب الجمهورين المحلي والدولي.
وقال طاهر «يعد التحضير الحكومي حاليًا لتطوير المتاحف الموجودة والتوسع في إنشاء المتاحف الجديدة أحد أهم ملامح النمو في القطاع المتحفي، الذي سيشهد تأهيل المتاحف الموجودة وإنشاء متاحف جديدة حتى 2030 بما فيها متحف طارق عبدالحكيم للموسيقى في جدة، ومتحف الذهب الأسود في الرياض، والمتحف السعودي للفن المعاصر بالدرعية».
وأضاف «تنطوي الخطط متوسطة المدى على افتتاح متاحف رائدة مثل متحف المجمع الملكي للفنون بالرياض، ومتحف الفنون الرقمية بجدة، ومتحف مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي بالمدينة المنورة».
كما أشار كذلك إلى اهتمام المنظمات غير الربحية والقطاع الخاص بالمتاحف، وقال «شهدنا في هذا الإطار افتتاح عدة متاحف نوعية خلال السنتين الماضيتين، مثل متحف دار الفنون الإسلامية ومتحف المكتين في جدة، والمتحف الدولي للسيرة النبوية بالمدينة المنورة، إضافة إلى الإعلان عن مشاريع متحفية ستفتتح قريبًا مثل متحف وبستان الصافية في المدينة المنورة».
معالجة ضعف الثقافة
يعتقد طاهر أنه مع زحمة المشاريع المتحفية التي نشهدها حاليًا، هناك كذلك عمل فعلي لمعالجة ضعف الثقافة المتحفية عبر عدة مبادرات، منها تفعيل بعض المتاحف الوطنية والرسمية وتحويلها إلى مراكز أنشطة ثقافية ومجتمعية، مع إتاحة العمل التطوعي بها، إضافة إلى إقامة المعارض والمتاحف المؤقتة ضمن الفعاليات الترفيهية، كما شاهدنا في موسم الرياض الذي تواجدت فيه متاحف نوعية مختلفة مثل متحف السلاح وأم كلثوم ودرب الزلق وغيرها، وأيضا المتاحف المصاحبة للبطولات العالمية داخل السعودية مثل بطولة الفورمولا-1 وما صاحبها من متحف عالمي للسيارات، وأخيرًا تواجد 7 معارض نوعية في المشاعر المقدسة في سبيل إثراء الرحلة الدينية والتجربة الثقافية لضيوف الرحمن خلال فترة الحج.
أبرز تحديات القطاع المتحفي في المملكة
ـ انخفاض الثقافة المتحفية لدى المجتمع المحلي
ـ نقص الكوادر المؤهلة المتخصصة
ـ انعدام البرامج التدريبية المتخصصة
ـ ضعف التأهيل في المتاحف
ـ ضعف مستوى المتاحف التي يغلب عليها قطع التراث الشعبي
ـ مشكلات في العرض المتحفي
ـ قصور في حفظ وتوثيق المقتنيات
ـ جهل في كيفية المحافظة على المقتنيات
ـ عدم توفر مقرات مستقلة لأغلب المتاحف
ـ عدم وجود الحراسة الأمنية اللازمة للمتاحف
ـ غياب الأنشطة الجاذبة للزوار
ـ الصعوبات المالية