أكد عدد من الخبراء والسياسيين المصريين أن تورط إيران في محاولة اغتيال، السفير السعودي في واشنطن، عادل الجبير يمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين ويستوجب محاسبة كل من خطط ونظم ودبرلها.

ويؤكد الكاتب الصحفي عباس الطرابيلي أنه لا يستبعد تورط الإيرانيين في مثل تلك الحادثة مرجعاً ذلك إلى "رغبة طهران في تصعيد المشكلات في منطقة الخليج وتحديداً ضد المملكة العربية السعودية بوصفها الدولة الأكبر ثقلاً في مجلس التعاون الخليجي".

وأضاف في تصريحات إلى "الوطن"، أن "طهران اختارت تنفيذ مثل تلك العملية الخطيرة على أراضي الولايات المتحدة حتى تحدث الصدى الذي تريده منها خاصة أن أميركا معروفة بأنها أكبر دولة أمنية في العالم وهو ما يعني أن وقوع حادثة اغتيال لسفير على أراضيها سيحدث صدى إعلاميا كبيرا، وهو ما يعكس رغبة طهران في إحداث نوع من الصدى الإعلامي الهائل للعملية سواء من خلال دقة اختيار المكان الذي أرادت أن تجعل منه مسرحاً لعمليتها تلك أوعبر الشخصية المستهدفة خاصة أن الجبير كان مستشاراً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولعب دورا حاسما لدى وسائل الإعلام الأميركية للدفاع عن المملكة العربية السعودية بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001".

وقال "طهران راهنت في ذلك على الثقل السياسي الذي يتمتع به الشخص المستهدف وعلى السيرة الأمنية القوية التي يتمتع بها مكان تنفيذ العملية والتي تتناقض مع كافة القوانين والمواثيق والأعراف الدولية".

ويقول الدكتور أحمد عيسى الأستاذ بجامعة جنوب الوادي بمصر إن محاولة اغتيال الجبير عملية مستنكرة ويجب أن يحاسب كل من خطط ونظم ودبر لها مشيراً إلى أن هذا الأسلوب لا يجوز بحال من الأحوال أن يكون بين الدول.

ويضيف الدكتور عيسى إن لهذه العملية أبعادها وتداعياتها الخطيرة ليس على المستوى الإقليمي فحسب بل على المستوى العالمي لأنها ستلقي بظلالها على خريطة العلاقات فى منطقة مفصلية بالنسبة للعالم، كما أن أبعاد القضية تمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، نظراً لما تمثله المملكة العربية السعودية من ثقل سياسي عالمي وهذا بدا جلياً من التفاعل العالمي مع القضية بمجرد الكشف عنها .

ويشير رئيس المركز الدولي للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، اللواء أحمد فخر، إلى أن "إيران تسعى دائماً لخلق أجواء الحرب في المنطقة من خلال مطامعها التي تخطت حدود العقل، وذلك من خلال محاولة تغيير موازين القوى في المنطقة وخلق أوضاع تهدف إلى خدمة مصالحها، وكذلك سعيها إلى تجميع أوراق بيدها للضغط والتأثير استعدادا لاستخدامها من أجل تحقيق مصالحها الخاصة".