اضطر الرئيس الأمريكي جو بايدن لكتابة مقال في الواشنطن بوست ليبرر للشعب الأمريكي سبب زيارته للسعودية حسب قوله فإن السبب الرئيسي لكتابة المقال هو للحفاظ على ماء الوجه بعد تصريحاته السيئة عن السعودية عند توليه الرئاسة لأن عقلاء أمريكا يعلمون أهمية العلاقة بين السعودية وأمريكا ليس لمصلحة البلدين فقط وإنما للعالم أجمع، فالسعودية بما تملكه من ثقل سياسي واقتصادي تعتبر رمانة الاستقرار للعالم والقيم والمبادئ التي تحملها قيادة المملكة هي جل ما ينشده العالم أجمع، ولن نتحدث في هذا المقال عن هذه القيم لأن عقلاء العالم يعلمونها، ولكننا سنتحدث عن مقالة الرئيس بايدن التي حملت الكثير من المغالطات إن لم تكن كلها مغالطات باستثناء ما ذكره من أن السعودية كانت دومًا شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة لمدة 80 عامًا، وما ذكره عن دورها الإيجابي في كثير من القضايا الإقليمية وعن أهمية النفط وقضية الطاقة.

فقد ذكر حرصه على حقوق الإنسان زاعمًا أن السعودية تنتهك حقوق الإنسان متماشيًا أن دولة دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية لا يمكن أن تنتهك بها حقوق الحيوان فضلًا عن حقوق الإنسان وليت شعري أين حقوق الإنسان عن غزو العراق وعن معتقل جوانتانامو بل أين هي عن رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب وهي الجماعة الإرهابية التي لم تكتف بانتهاك حقوق الإنسان في اليمن بل تجاوزتها للعدوان على بلد الخير الذي ساند اليمن طوال تاريخه.

كما ذكر أن المطالبة بالحريات ضمن أولوياته متناسيًا أن السعودية دولة ذات سيادة لا يمكن لأحد أن يملي عليها طلباته ومتناسيًا أن زعزعة الأمن وإثارة الفتنة ليست حرية رأي بل جريمة تعاقب عليها جميع القوانين كما تناسا الكثير من السجناء داخل أمريكا ممن لم تجري لهم محاكمات عادلة.


كما تطرق لتقرير الاستخبارات الأمريكية حول قضية خاشقجي متناسيًا أن هذه القضية قد سبقه القضاء السعودي لها وأصدر الأحكام الشرعية بحق كل من تورط بها، وتم إغلاقها حتى أن تركيا التي تولت كبر هذه القضية قد اعترفت بعدالة القضاء السعودي حولها وأحالت القضية كاملة له.

وذكر أيضًا أهمية الوحدة الخليجية ودوره في استقرار هذه الوحدة متناسيًا أن السعودية قد أخذت على عاتقها منذ توحيد المؤسس لها جمع الكلمة الخليجية والعربية، وجميع مواقف المملكة السابقة والحالية تؤكد ذلك بل إن العلاقات الخليجي لولا التدخل الأجنبي لما شابها شائب.

أخيرًا نكتفي بهذا القدر ونوجه رسالة للسيد الرئيس نقول له فيها إنك مقبل على بلد مضياف تحكمه قيادة حازمة تراعي مصالح شعبها وأمتها وتناصر العدالة في كل مكان، فإما أن تضع يدك بيدها من أجل استقرار المنطقه أو تكتفي بنصيبك من واجب الضيافة، فإن السعودية العظمى دولة ذات سيادة ولم تكن مستعمرة في يومٍ من الأيام ولن تكون بإذن الله ولا يمكن لأحد كائنًا من كان أن يملي عليها أجنداته وطلباته.

دام عزك يا وطن وحفظك الله من كيد الكائدين.