تظليل الغمام
وأوضح الباحث في تاريخ ومعالم المدينة المنورة، الدكتور عبدالله كابر، أن الغمامة مسجد تاريخي يقع في الجهة الجنوبية الغربية من ساحات المسجد النبوي الشريف، في منطقة تعرف تاريخيا بالمصلى، حيث كان الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه، يصلي الصلوات ذوات الأسباب الأعياد والاستسقاء، وكان آخر عيد صلاة للنبي في المصلى، واشتهر المسجد الأكبر في المصليات بمسجد الغمامة، ومعنى الغمامة في اللغة العربية كما ورد في قاموس المعجم الوسيط، أنها السَّحابة والجمع: غَمائمُ، وغَمَامٌ.
والمتأمل في السيرة العطرة يجد أن معجزة تظليل الغمام له، تكررت في أحوال مختلفة وأماكن متعددة لا يسع المقام لبسطها، حتى وصف صلى الله عليه وسلم بالمُظلل بالغمام عليه الصلاة والسلام.
وكل من يشرف بزيارة مسجد الغمامة يستدعي تاريخه، ويستنطق ذاكرته المكانية يطوي بذلك حُجب الزمن، ليجد نفسه ماثلا بين صفحات المجد والعز في العهدين النبوي والراشدي، حيث القصص والأحداث التي شهدتها منطقة المصلى وأول بناء لمساجد المصلى التاريخية، كان في أواخر القرن الهجري الأولي، تم بإشراف أمير المدينة آنذاك عمر بن عبدالعزيز.
وكان ولا يزال مسجد الغمامة محل اهتمام وعناية، وقد دشن أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان قبل سنوات، انتهاء أعمال تأهيل وترميم عمارته التاريخية والحفاظ على أصالته التراثية، واليوم يعد مسجد الغمامة ومنطقة المصلى أحد أهم عناصر الجذب السياحي، ووجهة لضيوف الرحمن وزوار المدينة المنورة خاصة في المواسم والأعياد.
ويتمتع مسجد الغمامة بقربه من المسجد النبوي الشريف، مما يسهل على الزوار سرعة الوصول إليه وزيارته، ضمن ما يزورنه بحمد الله من معالم تاريخية، تزخر بها طيبة الطيبة على مطيبها أفضل الصلاة والسلام