البيانات ليست أكثر من مجرد معلومات على السحابة يتم تخزينها وحفظها وحمايتها، أو على أجهزة الحاسب الآلي المتنوعة الكفية منها والمحمولة أو حتى المكتبية. ولا يوجد شيء مثير للاهتمام حولها إلى أن الحقيقة هي أنه لدينا كثير منها. وقد يجعلك البعض تعتقد أن الجمع بين البيانات والخوارزميات يولد الذكاء الاصطناعي، أو حتى إن الخوارزميات نفسها هي الذكاء الاصطناعي وذلك غير دقيق.

إن كلمة «خوارزميات» هي المستقبل. إذ إنها تبدو وكأنها شيء ذكي، لا سيما للأشخاص الذين لا يقضون أي وقت في دراستها وتعلمها. فعندما نتحدث عن التكنولوجيا والبيانات الضخمة لا بد أن نتحدث عن فكرة الخوارزميات. لذلك من المهم أن يتم توضيح ماهيتها، خشية الخلط بينها وبين الذكاء الاصطناعي.

إن أفضل طريقة لفهم الخوارزميات هي تمييزها عما يحدث في الحوسبة وعملياتها. لكننا نتحدث عن تلك العمليات التي هي ببساطة شيء يحتوي على مجموعة محددة من المدخلات والمخرجات المطلوبة. وتختلف الدوال عن الخوارزميات، لأن الدالة يمكن أن تستخدم مجموعة متنوعة من الخوارزميات الممكنة للحصول على المخرجات المطلوبة من المدخلات. ولكنه ليس بالضرورة تعميم الخوارزميات على كافة العمليات بأنواعها المختلفة.


إذ يجب على المهتم والباحث أن يفهم مجال ونطاق وأهمية الخوارزميات وأنواعها. لأنه سيتعين عليه وضع افتراضات من أجل الوصول إلى استنتاج من البيانات، إذا ما تم استخدامها.

ويجب على المهتم الباحث أيضا فهم البيانات لأنها المادة الخام التي يتم نحت الاستنتاجات منها. إذ سيتطلب الأمر إنسانا ذكيا شغوفا محبا للعلم وحريصا على سياق المشكلة وصياغة السؤال، لمعرفة الفرضيات الممكنة والفرضيات المستحيلة، لكنه ليس مجرد مستهلك للمعرفة.

قد يكون مستهلك المعرفة أو لا يكون على دراية بجميع الفرضيات التي تحدث على طرفي حدود ونطاق المشكلة موضوع البحث، وهذا يعني أن المعرفة قد يساء فهمها أو تؤخذ على أنها الحقيقة المطلقة.

ومن شبه المؤكد أن مستهلك المعرفة لا يفهم البيانات والخوارزميات التي دخلت في إنتاج المعرفة. لذلك، يجب أن يكون عالمنا شفافا بشأن البيانات والخوارزميات والفرضيات المستخدمة وأن نقترب من مستهلك المعرفة وندعم عمليات التعلم لديه. ويجب أن نوضح بكل شفافية حدود البيانات والخوارزميات ودور البشر، في عصر البيانات لمستهلك المعرفة.

أولا، الذكاء الاصطناعي غير موجود، ولا توجد آلات ذكية.

ثانيا، لا يوجد سوى البيانات الضخمة والخوارزميات المعقدة، وكلاهما من صنع البشر ولا تزال محدودة بذكاء الإنسان الذي يمارسها.

ثالثا، في أي وقت ترى فيه مصطلح «الذكاء الاصطناعي» قيد الاستخدام، لا تقلق فهو مجرد تسويق.

النتيجة المهمة هي أنه عندما يكون الإنسان الذي يستخدم البيانات والخوارزميات ببساطة لا يفهم الافتراضات الآمنة والخطيرة، فمن شبه المؤكد أن استنتاجاته ستكون مضللة. ومن واجبنا أن نكون حذرين للغاية عند إجراء البحوث القائمة على البيانات من أجل إنتاج معرفة حقيقية وغير مضللة.

فلا يوجد سبب للخوف من البيانات أو الخوارزميات أو استعدائها أو حتى عبادتها لمجرد أنها تبدو ذكية.