اعتبر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن ميلاد المجلس الوطني السوري يشكل "خطوة مهمة"، وطالب الحكومة السورية "بالتفاهم معه" لمصلحة سورية. وقال الشيخ حمد في تصريحات لقناة الجزيرة إن "المجلس الوطني السوري خطوة مهمة ولمصلحة سورية إذا استطاعت الحكومة الجلوس والتفاهم معه على نوعية دستور جديد يحفظ للأمة السورية توازنها وتبني مستقبلها من جديد". وأضاف "أعتقد أن هذا يكون جيدا وأعتقد أن هذا المجلس له تقريبا شرعية من المحتجين الآن بسورية". وأكد الشيخ حمد وجود تحرك عربي في اتجاه الأزمة السورية. وأضاف أن "المطلوب الآن هو إيقاف القتل وإيجاد مجال للناس لتناقش أمورها بين بعضها البعض وتبتعد عن عملية القتل شبه اليومية".

وفي دمشق أعلن أمس عن توافد آلاف الأشخاص إلى ساحة السبع بحرات وسط العاصمة السورية تلبية لدعوة وجهها موالون للرئيس السوري بشار الأسد. وأعلن المنظمون أن هذه المسيرة تهدف إلى "دعم الوحدة الوطنية والتضامن مع أهالي الشهداء وتقديم شكر لروسيا والصين ووقفة واحدة ضد المؤامرة على سورية وإدانة لما يدعى بالمجلس الانتقالي في اسطنبول وعملائه".

وفي باريس قال ميشيل كيلو وهو ناشط بارز مقيم في سورية إن على المعارضة السورية تجنب الانقسامات التي تصب في صالح الأسد، خاصة بين ناشطين من داخل البلاد وخارجها. وخلال زيارة لباريس، قال إن جماعته وهي اللجنة الوطنية للتغيير الديمقراطي لا تريد تدخلا أجنبيا مشابها لما يحدث في ليبيا. وأضاف أن الأمم المتحدة يجب أن تتبنى قرارا يسمح للمراقبين بمتابعة أحوال المدنيين وحمايتهم. وتابع كيلو "النظام يراهن على الخلافات بين من هم في الداخل والخارج ونحن نحاول ألا نعمل لصالح هذا الغرض". ومن القضايا التي تسبب انقسام المعارضة، الخلافات العرقية والطائفية والخلاف حول دور الدين في الدولة وفجوة بين الأجيال من المعارضين المحنكين ونشطاء الشارع من الشبان.

وقال كيلو إنه سيلتقي بالزعيم المقيم في باريس للمجلس الوطني وهو جماعة معارضة كبيرة تشكلت في وقت سابق من الشهر الجاري تضم أكاديميين ونشطاء وإخوانا مسلمين وغيرهم من المعارضين الذين وقعوا على ما يطلق عليه إعلان دمشق. ودعا برهان غليون رئيس المجلس الوطني إلى الاعتراف بالمجلس باعتباره ممثلا لمن يعارضون الأسد. لكنه واجه انتقادات لعدم تمكنه من توحيد كل أطياف المعارضة. وأكد كيلو أنه مستعد لمقابلة غليون في باريس، ولكن ليس "منطقيا" أن يكون التوجيه من الخارج بينما كان الملايين يحتجون في الشوارع داخل سورية. وأوضح "ليس هناك خلاف كبير بيننا وبين المعارضة في الخارج. نحن شعب واحد لكن بصوتين".

إلى ذلك أفرج القضاء السوري بكفالة عن المعارض البارز وليد البني المعتقل منذ 6 أغسطس بتهمة التحريض على التظاهر وإثارة النعرات الطائفية. وقال المحامي ميشال شماس أمس إن "محكمة استئناف الجنح في ريف دمشق قررت إخلاء سبيل المعارض وليد البني بكفالة مالية ومحاكمته طليقا بتهمة "التحريض على التظاهر وإثارة النعرات الطائفية".