يقال إن الأشخاص الذين يتقاربون بسرعة لديهم «كيمياء» متشابهة. قد يكون هذا التعبير صحيحًا بالمعنى الحرفي، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة Science Advances مؤخرا، والتي وجدت أن الأشخاص الذين لديهم روائح جسدية مماثلة يصبحون على الأرجح أصدقاء بسرعة. نظرا لأن الناس يبحثون عن أصدقاء مشابهين لأنفسهم، افترض فريق البحث أن البشر قد يشمون لا شعوريا رائحة أنفسهم والآخرين- كما تفعل الحيوانات البرية- لتقدير مدى تشابه رائحة أجسامهم والحكم على مدى توافقهم. لمعرفة صحة الافتراض، جمع فريق البحث عينات من روائح أجسام أصدقاء من نفس الجنس لا تربطهم علاقة رومانسية لكنهم أصبحوا أصدقاء بسرعة. وأظهرت النتائج صحة الفرضية القائلة بأن الروائح المماثلة قد تحفز الصداقة. علاوة على ذلك، بينت الدراسة أنه كلما كانت رائحة الناس أقرب، زاد إعجابهم ببعضهم البعض. وأظهرت الدراسة أن البشر، على عكس الثدييات الأخرى، يستخدمون لغة معقدة للتفاعل، ولذا فمن المحتمل أن تكون تأثيرات الرائحة في المختبر أكبر من تأثيرها في الحياة الواقعية. ولكن الدراسة أكدت أنه «ومع ذلك، نعتقد أن نتائجنا تشير إلى أننا قد نكون أيضا نشبه الثدييات الأخرى في هذا الصدد أكثر مما كنا نعتقد».