لم تترك القنوات السورية شيئا للكذابين، فاستخدمت كل ألوانه وأشكاله حتى وصلت إلى مستوى لا يصدقه الكذابون أنفسهم، فزعمت قناة "الدنيا" السورية في تقرير تلفزيوني مشاركة قناة "العربية" في القتال ضد النظام السوري عبر نشرة أخبار الطقس مستخدمة مصطلحاتها لتمرير توجيهاتها للثوار في المدن السورية، الأمر الذي لم يجد معه مذيع "العربية" إلا الضحك لسخافة العقول..! انقطع حبل كذب قناة "الدنيا" فامتلأ "يوتيوب" بمقاطع الفيديو التي تكشف سذاجة العقول رغم فصاحة اللسان..!
يعيش مذيعو ومذيعات ومنتجو وضيوف قناة "الدنيا" في دنيا لا تمت إلى الدنيا بصلة.. بينما يعيش الشعب السوري في آخر دنياهم وهم يرون الأطفال يتساقطون قتلى قبل الكبار، بلا رأفة ببراءة لم ترتكب جرما، وليس لها ذنب في ثورة شعب ضد نظام مستبد، ولا تطمح إلى الحرية إلا في اللهو واللعب. قدمت قناة "الدنيا" جهودا كبيرة لتضليل الرأي العام ونقل الأخبار إلى خانة الإشاعات، وحاولت جاهدةً إلصاق تهمة "التضليل" بقنوات إخبارية، مستعينة بسحر البيان وفصاحة اللسان فلم يجد ذلك نفعا، فزادت العيار بالسب والشتم عبر تلقينها ذلك للمشاهدين بشتى الوسائل التي فضحتها التقنية ونقلتها وسائل الاتصال الحديثة، فأصبحت مجالا للسخرة من نظامٍ يسعى للبقاء في عصر التغيير.
مشكلة قناة الدنيا ليس في أنها لم تستفد من تجربة القنوات المصرية إبان الثورة المصرية، بل لأنها لم تستوعب أننا في زمن لم يعد فيه للإعلام سلطة على المتابع!
.. هنا شيء من السخرية بكذب قناة الدنيا: