توج نائب وزير الخارجية، رئيس مجلس أمناء جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة، عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، الأمير عبدالعزيز بن عبدالله الفائزين بالجائزة (الدورة الرابعة) في العاصمة الصينية بكين أمس.

وأكد الأمير عبدالعزيز، خلال كلمته، نجاح الجائزة في فرض وجودها في صدارة جوائز الترجمة على المستوى الدولي، عبر استقطابها لكبريات الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية وأفضل المترجمين من جميع دول العالم.

وأشار إلى ما تحظى به الجائزة من تأثير واسع وأهمية في تنشيط حركة الترجمة وتعزيز فرص الحوار الحضاري والتقارب بين الثقافات.

وأبدى - في الحفل الذي حضره وزير الثقافة الصيني ساي وو - ترحيبه بالنخب الفكرية والثقافية والإعلامية الدولية والصينية التي حرصت على حضور حفل تسليم الجائزة تعبيراً عن علاقات الصداقة التي تجمعها بالمملكة في جميع المجالات.

وقال "يشرّفني أنْ أنقلَ لكم تحياتِ خادمِ الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيزِ آل سعود - حَفِظَهُ اللهُ - وعميق تقديرِه لدورِكُم في إثراءِ حركةِ الترجمةِ وحوارِ الثقافاتِ، حيث يولي - أيده الله - عناية خاصة بهذه الجائزة العالمية وتطويرِها؛ تواصلاً مع مبادرته للحوار مع أتباع الأديان والثقافات", لافتاً الانتباه إلى أن هذا الحفل يواكب توقيع اتفاقية تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا بمشاركة النمسا وإسبانيا.

وأضاف أن المملكة وقعت منذ فترة وجيزة مع معالي الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون اتفاقية تأسيس " مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب" الذي دعا إلى تأسيسه خادم الحرمين الشريفين في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض عام 2005 بحضور وفود أكثر من 60 دولة.

واستطرد قائلاً: نستطيع القول بعد خمسة أعوام من انطلاقِهَا إن جائزة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة فرضت وجودها في صدارة جوائز الترجمة على المستوى الدولي من خلال نجاحها في استقطاب كبريات الجامعات والمؤسسات العلمية والأكاديمية، وجذب أفضل المترجمين من جميع دول العالم, إلى جانب التأييد الواسع من النخب الثقافية والعلمية للجائزة والاتفاق على أهميتها في تنشيط حركة الترجمة العالمية واستثمار ذلك النشاط في تعزيز فرص الحوار الحضاري والتقارب بين الثقافات، والإفادة من الإبداع العلمي والفكري على أسس من المعرفة الرصينة".

ونقل سموه بهذه المناسبة موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على إنشاء فرع مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بكين دعماً لمسيرة الحوار وتطويراً للعلاقات الثقافية بين الحضارة العربية والحضارة الصينية بهدف تعزيز التبادل الثقافي والعلمي والمعرفي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.

وعبر عن شكره لجمهورية الصين الشعبية: حكومةً وشعبًا ولوزير الثقافة الصيني، لاستضافة هذه المناسبة، وإلى جامعة بكين التي استضافت الملتقى الرابع للجائزة, كما قدم سموه التهنئة للفائزين والفائزات بالجائزة أفراداً ومؤسسات, متمنياً للجميع دوام التوفيق.

كما شكر الباحثين والمؤلفين، والمترجمين، والمؤسسات الثقافية والأفراد الذين تواصلوا مع الجائزة وبرامجها المتنوعة؛ إلى جانب العاملين في أمانة الجائزة.

وأعلن أمين عام الجائزة الدكتور سعيد السعيد في بيان له أسماء الفائزين بالجائزة وجاءت كالتالي: منح الجائزة في مجال جهود المؤسسات والهيئات: لـ"المنظمة العربية للترجمة"، وحاز جائزة "ترجمة العلوم الطبيعية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية" مناصفة كل من: الدكتور محمد عبدالله الزغيبي عن ترجمته لكتاب "الفيزيولوجيا" لمؤلفته لندا كوستانزو، والدكتور عبدالله علي الغشام، والدكتور يوسف أحمد بركات، عن ترجمتهما لكتاب "مبادئ تغذية الإنسان" لمؤلفه: مارتن إيستوود.

وحاز جائزة "العلوم الإنسانية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية" مناصفة كل من الدكتور جورج زيناتي عن ترجمته لكتاب "الذاكرة، التاريخ، النسيان" للمفكر بول ريكور، والدكتور محمد بدوي عن ترجمته لكتاب "تأويل الثقافات" لمؤلفه كليفورد غيرتز.

ومنحت جائزة "العلوم الإنسانية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى" بالمناصفة لكل من الدكتور فرانس شوب عن ترجمته لكتاب "ابن رشد"، والدكتورة يولانده غواردي، وحسين بن شينة, عن ترجمتهما لكتاب "الأسرار في نتائج الأفكار".

وقرر مجلس أمناء الجائزة تكريم اثنين من المترجمين ممن خدموا الترجمة من وإلى اللغة العربية إثراءً لها وتعزيزاً لنقل الفكر والثقافة ودعماً للحوار بين الحضارات وهما كل من الدكتور تشونغ جيكون من الصين الشعبية، والدكتور محمد عناني من مصر.