وصل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اليوم، إلى العاصمة الأردنية عمَّان، وكان في مقدمة مستقبليه ملك الأردن الملك عبدالله الثاني.

وكان ولي العهد قادما من القاهرة، حيث عقد جلسة مباحثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وشهدت زيارته توقيع 14 اتفاقية بين مصر والسعودية بقيمة 7.7 مليارات دولار.

وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الأردن، ضمن جولة إقليمية، بدأت بزيارة مصر، الإثنين، ثم الأردن، وبعدها إلى تركيا.


جولة تعزز التضامن العربي

وتهدف جولة ولي العهد إلى الدول الثلاث إلى الارتقاء بالتعاون الثنائي وتعزيز التضامن العربي والإقليمي ودعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتنسيق المواقف والرؤى تجاه مختلف قضايا وتحديات المنطقة قبيل القمة العربية الأمريكية المرتقبة بجدة 16 يوليو المقبل.

أهمية زيارة الأردن

تعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الأردن زيارة تاريخية كونها الأولى له للبلاد، بعد توليه ولاية العهد قبل 5 سنوات.

ومن المتوقع أن يبحث ولي العهد السعودي وملك الأردن خلال الزيارة عددا من القضايا الإقليمية والدولية وتعزيز العلاقات في شتى المجالات.

كما يأتي على رأس تلك القضايا والملفات تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة، ولا سيما على الجانب الاقتصادي في ظل الرؤية التنموية الطموحة لولي العهد العابرة للحدود، والداعية للتعاون والتكامل، والتي تجسدت أبرز ملامحها في مشروع نيوم المشترك بين السعودية والأردن ومصر.

وكذلك ستتصدر مباحثات الجانبين دعم القضية الفلسطينية، التي تحظى باهتمام خاص من البلدين، إضافة إلى التوترات مع إيران ومواجهة الميليشيات الإرهابية التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة، والمستجدات في اليمن وسورية. ويرتقب أيضا أن تتناول المباحثات تداعيات الأزمة الروسية في أوكرانيا، وتأثيراتها على ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وسبل دعم الأردن لمواجهة تداعيات تلك الأزمة.

وإضافة إلى تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على المنطقة، يتوقع أن تشمل مباحثات الجانبين عددا من القضايا الإقليمية والدولية، في مقدمتها الملف النووي الإيراني والجهود المبذولة على صعيد إنهاء الحرب في اليمن، وتعزيز العلاقات في شتى المجالات بين البلدين.

كما تعد هذه ثالث زيارة للأمير محمد بن سلمان للأردن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث سبق أن زار الأردن كولي ولي العهد وزير للدفاع في أغسطس 2015، وأبريل 2016، وأجرى خلالها مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

وتم الاتفاق خلال الزيارتين على أهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية.

وأعرب الجانبان عن أهمية تعزيز التشاور السياسي بين البلدين تجاه القضايا والأزمات الإقليمية، مشددين على الأخذ بخيار الحل السياسي لها، وعلى المحافظة على وحدة أراضي دول المنطقة وسيادتها واستقرارها، ورفض التدخل في شؤونها الداخلية.

زيارات مستمرة

أيضا سبق أن تبادل قيادات ومسؤولو البلدين الزيارات، حيث أجرى خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز زيارة للأردن في مارس 2017، تم خلالها توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين، فيما أجرى ملك الأردن عدة زيارات للمملكة التقى خلالها العاهل السعودي وولي عهده كان أحدثها زيارته للمملكة مارس 2021.

وتأتي زيارة ولي العهد للأردن بعد نحو شهر من مباحثات هاتفية أجراها مع عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، تناولت العلاقات الأخوية الراسخة بين البلدين، وآخر المستجدات في المنطقة والعالم.

وأكد خلالها عاهل الأردن على أهمية إدامة التنسيق والتشاور بين البلدين إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، والحرص على توسيع التعاون الثنائي.