قبل ثماني سنوات.. تنقص أو تزيد، كان ظهور أول مقالاتي.. وباكورة كتاباتي، حيث دخولي بوابة الكتابة والولوج إلى هذا العالم الرائع بغير رجعة، دققت في الصحف المميزة، انتقيت مواضيعي الجيدة، وبان مقالي الأول في إطلالة النور على غفلة مني، ولم أستطع أخذ نسختي منه، ومن حينها أكتب وحبر القلم متدفقًا، ومطرالأفكار هتانا.

والحقيقة حصلت على مقالاتي إلا واحدة، أرشفتها إلا واحدًا، فكرت طويلا، واستنفدت البحث كله عن مقالي الضائع، الحلول تتجدد في رأسي حلا حلا، لعل المفقود يرجع موجودًا، فمؤسسات الصحافة لديها النسخ الاحتياطية وللعدد الواحد، مضيت للفرع عندنا، فأخبرني بأن ما أبحث عنه قديمًا، وتكلفة المفقود سيكلف مبلغًا غير سهل!

النسخ الإلكترونية ميسرة، لكن العدد الورقي هو غايتي والمراد، هاتفت مسؤول الأرشيف في المقر الرئيسي نفسه، وأبلغته بأني أريد العدد والمقال عينه، فقال لي «يجب عليك أن تأتي إلينا ونسر برؤيتك، رؤية العين لا رؤيا المنام، وما تطلبه موجودًا، ونشهد بأنك من الأكفاء بين كثرة لا يعرفون في اللغة ملحونها ومعربها، ولا يدركون الدخيل على لغة العرب ولا يميزون أصيلها من سقيمها، وأفكارك جديدة وفريدة بالمعيار الثقيل»!


وصل الجدل ذروته بيني وبين المسؤول، أسافر إليكم طلبًا لهذا العدد؟!

في الأخير اقتنعنا أن العاقل يلتمس بحجته الحل لا الجدل، أعلنت له اعتذاري وتقديري وامتناني.. وصرحت بأني أتحمل جزءًا كبيرًا من الخطأ لأني تأخرت كثيرًا، ثم ذهبت أنا والطريق.. فنظرت إلى البريد وصندوقه، وبالقرب منه يوجد كثير من مؤسسات الشحن والإرسال والاستقبال، فتبادر إلى ذهني الحل، ومضمون الفكرة يكون بينهم وبين الصحافة تعاونًا وتنسيقًا، فإن حصل فهو سلوك حضاري ورافد اقتصادي يخدم التنمية ويساعد الجميع.