فرضت دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لحياد لبنان نفسها على الساحة، فيما بدا واضحًا أن طرحه يستهدف بالدرجة الأولى ميليشيات حزب الله التي بات سلاحها أداة لتدمير «الحياد» وجعل هذا البلد العربي رهينة في يد إيران.

وأيدت معظم الأطراف الدعوة وذهب البعض إلى اعتبار أنها ستؤسس لمرحلة جديدة في لبنان، وتبقي الأنظار متجهة للطرف الأساس في هذا الموضوع وهو حزب الله الذي لا يزال صامتا.

تجمعت الأطراف المؤيدة لدعوة الراعي على أهميتها في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان لكنها أقرت بأن ذلك لا يمكن تطبيقه في ظل إمساك حزب الله بالسلطة وارتباطه بالمحور الإيراني الذي أدى إلى حصار وعزلة البلاد عن محيطه العربي.


ومع تفاقم الأزمات في لبنان خاصة مع تعاقب الحكومات التي تأتمر بأوامر ميليشيا «حزب الله» بات البلد يرزح تحت أزمات سياسية واقتصادية ومعيشية، وفقد المواطن اللبناني أبسط مقومات العيش الكريم، مع هيمنة الدويلة «حزب الله» على مفاصل الدولة كافة، خاصة منذ التسوية التي أوصلت ميشال عون إلى رئاسة لبنان، والذي يعتبره اللبنانيون المسؤول عن الانهيار وهيمنة الدويلة.

يجب إخراج الفريق الحاكم من السلطة لأنه بممارسته أوصل لبنان إلى العزلة والانهيار، وأدى إلى ضرب الدولة والدستور والقوانين المرعية الإجراء، ولذلك فإن الأولوية القصوى بالخروج من الأزمة الداخلية ثم الأزمة الخارجية، ويبدأ الأمر عن طريق إخراج الفريق الحاكم من السلطة وإعادة إنتاج سلطة جديدة.

ويراهن أكثر من طرف سياسي على مستجدات في الإقليم قد تتأخر وتتعثر، والسعودية التي ليست بوارد سماع تبريرات حيال ما تعتبره تهديدًا لأمنها القومي وضرب مصالحها الحيوية، تفتح باب الحلول الجدية على قاعدة تثبيت حلول نهائية بعيدًا عن الترقيع والالتفاف على مطالبها. وشكلت عبارة طفح الكيل مفتاح النقاش الأساسي أمام جميع الوسطاء الذين دخلوا على خط الازمة.

فكيف الحال وقد أصبحت دولة عاجزة ومفلسة باتت تعيش على المساعدات وبرامج الدعم ثم هل يحتمل نسيج لبنان تبديل انتمائه العربي وهويته الثقافية والحضارية بأحلاف سياسية وعسكرية وبقوة الأمر الواقع؟! هذه التساؤلات ليست نابعة من عصف فكري بقدر ما تفرض نفسها أمام حدة الانهيار وسرعة التدهور على الصعد كافة في لبنان.