والأمة لديها -ولله الحمد- جمع وفير من العلماء في هذا المجال بالجامعات والمعاهد، إلا أن تلك جهود محدودة وفردية مع كون هناك طلاب من دول عربية وإسلامية عديدة ينتسبون إليها، ولكن النتائج والمزايا التي تأتي من ذلك المجمع ستكون بإذن الله كبيرة، وستكون بلادنا كما اعتدنا رائدة في جمع علم التفسير، وخاصة التفسير الموضوعي الحديث، والذي نشأ في بدايات 1400 هجرية.
مثل هذا المجمع ستمتد فوائده إلى كافة الدول الإسلامية ليس لطلاب علوم الدين الحنيف فحسب، بل إلى كافة مراجع ومؤسسات العلوم الدينية والفقهية والشرعية والعلمية ويشتق عنه فهم لمعاني كلام الله تعالى في كتابه الكريم، ومراده تعالى من تثبيت العقيدة وشرح آياته الكريمة وألفاظ ومعاني تلك الآيات والأحكام الشرعية المذكورة فيه ومقاصد الله تعالى، وخاصة لدراسة وبحث القضايا المعاصرة من علوم تطبيقية ونظرية، وتناول المسائل الفكرية والثقافية ومعالجة المشاكل المعاصرة اجتماعيا وتربويا واقتصاديا، يقول الحق تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) الأنعام 38، (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء) النحل 89.
ومن ضمن ذلك رد الشبهات والإلحاد عن كتاب الله، والتنبيه والحذر حول البدع، وكذلك الحذر من هؤلاء الذين يستخدمون تفسيرات مضللة لكتاب الله لتأييد أراء الملحدين وأصحاب الأهواء، والبدع لدعم مذاهبهم الباطلة، ويعمل هذا المجمع على أهمية وضرورة التجديد في التفسيرات بتناولها بأساليب مناسبة، خاصة في التحذير من الأساليب الضالة عقائديا والمنحرفة تفاسيرهم، والتفسير هو أساس فهم القرآن الكريم وفهم الموضوعات والقضايا الشرعية والمسائل الفقهية وكافة العلوم المستجدة والمعاملات.
ومع تطور الخدمات والاتصالات الإلكترونية والمرئية في عقد اللقاءات والاجتماعات والمحاضرات والمناقشات أصبحت الأمور أسهل وأوسع وأشمل وأقل تكلفة ومن قواعد المشاركة وضع أسس للعضويات والمشاركات والدعوة للتعاون إقليميا بل وعالميا.
والله تعالى أعلم، والحمد لله.