مع زيادة أعداد الحجاج عامًا بعد عام، تزداد جودة الخدمات متجاوزة التوقعات، وموسم الحج لعام 1443 حشدت له الدولة كافة الطاقات والحلول التقنية، خدمة لضيوف الرحمن، وبخبراتها المتراكمة وتفانيها في تيسير رحلة الحجاج وبعون من الله أولًا وآخرًا، سيكون حج هذا العام محطة في مسيرة نجاحات المملكة في إدارة موسم الحج.

حيث يشهد هذا العام استخدام وسائل التقنية الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية والخدمات الإلكترونية المتنوعة، تسهيلًا للخدمات وتيسيرها لضيوف الرحمن وتقديمها بجودة عالية، بعدما تمت تجربة بعض منها خلال موسم الحج العام الماضي.

وطبقًا لوزارة الحج والعمرة سيستوعب موسم الحج لهذا العام مليون حاج، بعد انقضاء جائحة كورونا، الأمر الذي استلزم العمل على ضمان سلامة وصحة الحجاج، خاصة بعد أخذ المملكة كافة التدابير الاحترازية الصحية والتوسع في الخدمات الإلكترونية، ما يجعل خدمات الحج لهذا العام إلكترونية بامتياز.


وتأتي بطاقة الحج الذكية كأحد أبرز التقنيات الرقمية والتي جاءت امتداداً لمشروع منصة الحج الذكية التي ستساعد في عملية التنظيم بشكل مثالي لتحقيق تجربة روحانية متميزة لحجاج بيت الله.

وتتميز بطاقة الحج الذكية بأربعة ألوان، يرتبط كل لون بخدمات محددة لمجموعة من الحجاج كالبرنامج الخاص بهم والفوج الذي يتبعون له والحافلة التي تُقِلُّهم خلال رحلة الحج، إلى غير ذلك من الخدمات.

وسيحمل جميع الحجاج البطاقة التي تحتوي على معلوماتهم الشخصية والطبية والسكنية، وتسهم في إرشادهم إلى سكنهم في المشاعر والتحكم بالدخول إليه وإلى المرافق المختلفة، إضافة إلى دورها في الحد من الحج غير النظامي.

وتعمل بطاقة الحج الذكية عن طريق تقنية اتصال المجال القريب (NFC) التي تمكّن من قراءة البطاقة عن طريق أجهزة الخدمة الذاتية (KIOSK) المنتشرة في المشاعر المقدسة.

وتحتوي البطاقة على رمز شريطي (Barcode) يتم قراءته عن طريق العاملين في الحج لمعرفة معلومات الحاج، بالإضافة إلى رمز الاستجابة السريعة (QR code) لتحميل التطبيق.

كما سيستمر العمل بسوار الحاج الذكي «نسك»، بعدما تم العمل به لأول مرّة في نسخته التجريبية، ويتيح خدمات عدّة تشمل توفير كامل المعلومات حول الحاج، والحالة الصحية.

ومن أميز الخدمات الإلكترونية تجربة الروبوت الذكي الذي يستخدم للتعقيم والوقاية البيئية في الأماكن المغلقة ويحتوي الروبوت على خاصية الإنذار المبكر مع البث الصوتي في الوقت المطلوب.

ويستخدم الروبوت الذكي أيضًا في توزيع عبوات مياه زمزم دون تلامس أو إعاقة للحركة ويقوم بتوزيع 450 عبوة يومياً.

كما أن هناك خدمات: «تطبيق تنقل لحجز عربات النقل إلكترونيا، وتطبيق مناسك الذي يقدم مجموعة خدمات على الأجهزة الذكية بـ7 لغات وما يميز خدماته تتبع الحاج بواسطة أهله، و تعليم المناسك افتراضيا، وتقنية المسار الإلكتروني لحجاج الداخل».

هذا إلى جانب خدمات منصّة منارة الحرمين التي تثري التجربة الروحانية لضيوف الرحمن، ومبادرة «المشاعر الخضراء» التي تشمل عدداً من البرامج مثل مبادرة «إحرام» التي تستهدف تحويل قطعة الإحرام من نسيج مهدر يتم ردمه بالأطنان إلى نسيج معاد تدويره يستخدم في صناعة منتجات جديدة. وكما تم إطلاق حساب «اسأل الحج» على وسائل التواصل الاجتماعي للإجابة عن استفسارات الحجيج المتعلقة بإجراءات الحج.

ومع نهاية الأسبوع الماضي أبهرنا التواصل الحكومي بعمل غاية في الإبداع عن الهوية الإعلامية البصرية واللفظية الموحدة لموسم حج هذا العام.

وجاء الشعار اللفظي «بسلام آمنين»، والمشتق من قول الله تعالى: «ادخلوها بسلام آمنين» في الآية (46) من سورة الحجر؛ وتعني كلمة «بسلام» في الشعار أي سالمين من الآفات، و«آمنين» من كل خوف.

وقد تم تطوير لون الشعار اللفظي «بسلام آمنين» إلى اللون الأخضر، ووضع اللون الرمادي لأرقام السنة، مع إلغاء التباعد في خطوط الشعار، وذلك تعبيراً عن ارتفاع عدد الحجاج بشكل أكبر خلال موسم الحج للعام الجاري عن العامين الماضيين.

وبدافع الاهتمام الذي أولته رؤية المملكة 2030 إلى خدمة ضيوف الرحمن، كان لمبادرات برنامج التحول الوطني بالتعاون مع الجهات المعنيَّة نصيب من الاستعدادات المسبقة لإنجاح موسم الحج.

وبهذه الخدمات الإلكترونية المتكاملة تكون المملكة قد قامت بجهود وافرة من أجل الحد من الأمراض المعدية الموسمية في الحج والتقليل من التدافع والازدحام في المشاعر المقدسة، إلى جانب منع الافتراش والحد من المظاهر السالبة التي ربما تشغل الحجاج عن الخشوع في أداء المناسك، أو تشكل مخاطر صحية عليهم.