مروجو تلك الدراسات وما تحتويه من معلومات صفراء، يذكروننا بمقولة دائما ما يرددها مدعو الأكاذيب عبر وسائل الإعلام، حينما تكذب فاسند كذبتك على الأموات! وهو ما يقدمه بعض المتسلقين في الإعلام مؤخرًا، ممن يصنفون أنفسهم محللين سياسيين أو شهود على أحداث.
وبالعودة لمروجي تلك الدراسات دائما ما ينسبون دراساتهم لمعهد بريطاني أو جامعة وهمية لا أثر لها في كل بقاع الشيخ قوقل، عند نشرهم لأي دراسة مختلقة أو غير دقيقة نجدهم يفعلون ذلك، فقط لإكساب أكاذيبهم، المصداقية. حالة تستوجب الوقوف عندها كثيرًا، ففيما سبق كانت الإشاعات تنتشر بأساليب بدائية، إلا أن مروجيها تنوعت أساليبهم مؤخرًا وكأنهم يريدون الدخول للمجتمع من واقع قوتهم، وهو ارتفاع مستوى الوعي والتعلم، فقدموا شائعاتهم من ذلك المدخل على شكل دراسات وتجارب علمية مغلفة بالوهم.
فسوق خلطات الأعشاب المتداول في «الواتسابيات» يبدو أنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، والموجة الجديدة تتجه نحو دراسات من «الكيس» موثقة من معاهد وجامعات قد يكون «حج البقرة على قرونها» أكثر منطقية وواقعية من أن تجد أسماء وأماكن تلك المؤسسات التعليمية.
المؤسف أن نسبة كبيرة من متداولي تلك الدراسات والمعلقين عليها مستوى تعليمهم عال، والكثير منهم يحمل صفة أكاديمي دون أن يراعي أبجديات البحوث الأكاديمية والمتمثلة في التثبت من المصدر. والتصاق هذه الدراسات برواج في الأوساط الساخرة/ الكوميدية، يقلل من أهمية ومصداقية البحث والعلم على المدى البعيد.
ثم هناك استفسار مهم يطرح نفسه، ما هذا المعهد البريطاني المتخصص لنا فقط، لماذا لا نجد الإعلام البريطاني بمختلف أطيافه من صحف عريقة وقنوات لها وزنها ووكالات مرموقة، ينقل أيًا من تلك الدراسات! بينما نجدها تتصدر حساباتنا الإخبارية، وترند في شبكات التواصل الاجتماعي لدينا، وكأن هذا المعهد وقع معنا عقدا بحصرية نشر أبحاثه عندنا، وفق ما يتناسب مع عاداتنا وتقاليدنا فقط.
ومن الأمور التي يجب ألا نغفل عنها، أن أي دراسة -أتحدث عن الحقيقي منها وليس من «كيس المعهد البريطاني»- فيها ما يعرف باختلاف عينة الدراسة والذي قد يعطي نتائج تختلف من مجتمع لآخر، وبالتالي نتائج أي دراسة في بلد، لا يمكن تعميمها على الأقطار الأخرى بمختلف أنواع البحوث.
ختامًا، أثبت معهد الدراسات الألماني مونشنغلادباخ أن قراءة هذا المقال والتفاعل معه، يساهمان في تحسين حالة المزاج ويعالج الصلع!