ويحدد التقرير نسب الخصوبة بناء على مقارنة عدد المواليد لكل أم منذ عام 1960، وحتى عام 2020 معتمدًا على أرقام الدول الرسمية للمواليد.
ويعد معدل الخصوبة أحد المقاييس الأكثر استخدامًا لقياس النمو، ويقيس معدل الخصوبة في أبسط صوره، متوسط عدد الأطفال الذين تلدهم النساء في سن الإنجاب في بلد معين ويرتبط معدل الخصوبة بمعدل المواليد حيث يقيس عدد المواليد الأحياء لكل 1000 شخص في بلد معين كل عام.
ويبين أستاذ واستشاري أمراض النساء والولادة وعلاج العقم البروفيسور حسن جمال، أن معدل الخصوبة المقصود في التقرير هو متوسط عدد ما يمكن أن تنجبه السيدة من الأبناء، ويقول «للأسف يوجد عزوف من الأسر العربية، ومنها السعودية عن إنجاب مزيد من الأطفال، نظرًا للظروف الاجتماعية والمادية والتعليمية».
أسباب للانخفاض
يحصر البروفيسور جمال أسباب انخفاض معدل الخصوبة بالأسباب الطبية مثل زيادة نسبة العقم، وبالظروف الاقتصادية، وغلاء المهور، وحرص السيدات على إكمال التعليم والوظيفة، وزيادة نسبة الطلاق في المجتمعات.
وأشار إلى أن «هناك تراجعًا كبيرًا في عدد الولادات عالميًا، ولهذه المسألة تأثير كبير على المجتمعات مستقبلًا، حيث يتوقع أن بعض الدول ستشهد نقصًا في عدد السكان إلى النصف في عام 2100، كما أن ذلك سيؤثر على المجتمعات في حال كان عدد كبار السن أكثر من عدد الشباب».
رغبة التوفيق
لا تذهب الأخصائية الاجتماعية منال الصومالي بعيدًا عما تناوله البروفيسور جمال، وتؤكد أن أحد الأسباب المتعلقة بانخفاض عدد المواليد في الأسرة يعود إلى أن الأولويات لدى المرأة تغيرت، فالمرأة تريد التوفيق بين رغبتها في أن تكون أمًا، ورغبتها في تحقيق ذاتها على الصعيد العلمي والمهني، وعليه فإنها تختار أن تشبع الجانبين.
وأكدت أن الرجل كذلك أصبح يرغب في تأجيل الإنجاب وتقنينه، وذلك لتوفير كافة ما يحتاجه الطفل على كافة الأصعدة (الاقتصادية، والتربوية، وغيرها).
العامل الاقتصادي
تركز الصومالي، على أن الجانب الاقتصادي هو الأساس في كل ما يحدث من تغيرات في كافة الجوانب الحياتية، وقالت «مع ذلك، فإن مسألة التخوف من عدم القدرة على الإنفاق على المولود محسومة دينيًا، لأن الله تعالى كفل لكل إنسان رزقه، ولكن الكيفية هنا في مسألة تقنين الإنجاب، وتحديد الوقت المناسب، وذلك بأن يكون الوالدان مستقرين ماديًا ومستعدين قبل التخطيط للإنجاب».
سبب غير مقنع
عن رغبة بعض النساء بتأخير الأنجاب ولجوئهن إلى تجميد البويضات، يوضح البروفيسور جمال أن «لجوء بعض النساء إلى تجميد البويضات لتأخير الحمل، أمر غير مقنع، وينبغي على السيدة إنجاب عدد ما ترغبه من الأبناء في سن مبكر».
ويبين «الخصوبة تقل بتقدم عمر المرأة، ولا ننصح أبدًا بتأجيل الإنجاب لسن 40 و50 عامًا، لصعوبة حدوث الحمل، وكذلك لمضاعفاته على الأم والجنين».
وأوضح أن تجميد البويضات يكون بالعادة والنظام للسيدات اللواتي يتعرضن لمشاكل صحية مثل السرطان ويحتجن لتجميد البويضات قبل البدء بالعلاج الكيماوي، وكذلك في حالة تأخر المرأة في الزواج ومحاولة استمرار الخصوبة لدى السيدة التي تقدمت في العمر وبدأ المبيض بالضعف بطريقة ملحوظة.
مساحة الحرية الشخصية
تثار دعوات كثيرة تتحدث عن أن تحديد عدد الأطفال يشكل مشكلة اجتماعية، وتوضح الصومالي أن «الأمر هنا عائد لحرية ورغبة الوالدين، ولا يمكن اعتباره مشكلة بشكل أو بآخر».
وحول تأثير الأفكار المنتشرة عبر الإعلام العالمي والتي تنادي بأن تكون الأسرة صغيرة، قالت الصومالي «تعدى الأمر مرحلة التأثير، وبات واقعًا نعيشه، حيث إن فكرة الأسرة الممتدة (التي تضم أكثر من جيل يعيشون تحت سقف واحد) تقلصت للأسرة النووية (الأسرة الأولية التي تضم أبوين وأبناءهما فقط) وصولا للأسرة المكونة من زوجين فقط، حتى أن البعض صار يستعيض عن إنجاب الأبناء وتربيتهم بتربية حيوان أليف».
وترى في النهاية أن «العدد ليس مهمًا بقدر كيفية تربية الأبناء ليكونوا أشخاصًا مؤثرين ونافعين في مجتمعهم».
- معدل الخصوبة هو متوسط ما تنجبه المرأة من الأبناء.
- الأسباب الاقتصادية محورية في مسألة العزوف وتأخير الإنجاب.
- العمل والدراسة للمرأة أحد أهم أسباب تأخير الإنجاب.
- المهم هو تقنين الإنجاب وليس الامتناع عنه.
أعلى الدول من حيث معدلات الخصوبة
(متوسط عدد الأطفال لكل امرأة)
النيجر: 6.9
أنغولا: 5.9
الكونغو: 5.7
مالي: 5.6
التشاد: 5.5
بنين: 5.4
أوغندا: 5.4
جنوب السودان: 5.4
المصدر: Statista
معدلات الخصوبة في الدول العربية
(حسب التقرير الأخير للبنك الدولي)
السعودية 2.24
الإمارات 1.4
قطر 1.38
البحرين 1.94
الكويت 2.07
عمان 2.78
مصر 3.24
السودان 4.29
اليمن 3.61
المغرب 2.35
العراق 3.54
فلسطين 3.49
الجزائر 2.94
ليبيا 2.17
تونس 2.15
الأردن 2.64
لبنان 2.96