بات من المعتاد أن يصادف المرء كثيرًا من المنتجات والخضار المعروضة للبيع، وقد وضعت على بوابات المحلات من الخارج، أو عرضت على الأرصفة تحت أشعة الشمس، وهو ما يثير حفيظة البعض ممن رأوا في الأمر مخالفة صريحة مطالبين بفرض عقوبات على البائع الذي يعرض بضاعته دون أن يوفر لها المكان الملائم الذي يجنبها أن تكون بيئة جاذبة للتلوث، وعرضة للحشرات والبعوض والغبار.

في المقابل، رأى آخرون أن وضع تلك الخضار على الأرصفة حتى ولو تحت أشعة الشمس لا يضير، مشيرين إلى أنها أساسًا نمت منذ أيامها الأولى تحت أشعة الشمس، وأنها تعرضت في الطبيعة للغبار والأتربة، كما أن كثيرًا منها يقطف قبل أوان نضجه، ووضعها عرضة للشمس يتيح لها أن تنضج، وبالتالي فلا جدوى ولا منطق في معاقبة أصحاب المحلات الذين يعرضونها على هذا الشكل.

وإلى اختلاف الآراء في ضرورة فرض العقوبة من عدمها، ثمة اختلاف آخر لدى المستهلكين يتعلق بمن هي الجهة المسؤولة عن المخالفة بهذا الشأن، حيث يعتقد البعض أنها أمانة المنطقة، ويرى آخرون أنها وزراعة الزراعة، ويرى فريق ثالث أنها مسؤولية حماية المستهلك، ما يدل على تضارب المعلومات لدى المستهلك وعدم قدرته على تحديد الجهة التي يفترض أن يرفع إليها بلاغة في حال وجود مخالفة. تنصل الجهات المسؤولة يرى صالح آل منصور أن أغلب محلات الخضار تعرض الخضار وعلى الأخص الطماطم والورقيات أمام المحلات وعلى الأرصفة وتحت أشعة الشمس، وقال «صورت أكثر من مرة، ورفعت عدة بلاغات بهذا الشأن، وتم التواصل معي من قبل الأمانة التي أكدت أنه ستتم معاقبة المحلات المخالفة ومباشرة الحالة، ولكن عادوا لي بعد دقائق باتصال جديدة وأكدوا أن هذا لم يعد من اختصاصهم، وإنما من اختصاص الزراعة».


وأضاف «تواصلت بدوري مع الزراعة، وطلب مني تزويدها بجميع البيانات مع رقم التواصل ليتم بعدها إقفال البلاغ، مع التأكيد على أن ليس من اختصاصهم، وهكذا لم أعرف من هي الجهة المعنية ومن هو المسؤول، علمًا أن المحلات المخالفة كلها رخصها من أمانة المنطقة، وكذلك رخص العمال فيها. حماية المستهلك يقول صالح بن مليح «هذا الأمر بلا شك يقع تحت مسؤولية حماية المستهلك، فهذا واجبهم الأول، وعليهم مباشرة الحالة وضبط المخالفة وإبلاغ البلدية، فتعرض الخضروات والفواكة التي تحتوي على كمية من المياه مثل الطماطم والحبحب والبرتقال لأشعة الشمس يتلفها ويضر بالمستهلك». اختصاص الزراعة أكد مصدر مسؤول في أمانة إحدى البلديات أن «عرض المنتجات الزراعية على الأرصفة وخارج محلات الخضار ليس من اختصاص الأمانة، وإنما بات من اختصاص وزارة الزراعة التي انتقلت إليها عدة اختصاصات من وزارة الشؤون البلدية مثل أسواق النفع العام كالخضار واللحوم وغيرها. خطأ كبير أشار المهندس حسين آل قدرة مدير الإرشاد الزراعي في فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة نجران إلى أن أي شيء يتعرض لدرجة حرارة عالية يتأثر قوامه وخصائصه، وقال «لا شك أن الشمس ودرجة الحرارة العالية ستتلفان المنتج، وطريقة عرضه خارج المحلات وعلى الأرصفة حيث تكون عرضة للشمس والغبار والأتربة تمثل خطأ كبيرًا، ويجب على أصحاب المحلات حفظها في أماكن باردة لتحتفظ بجودتها».

وعن المخالفات والعقوبات في حال المخالفة، قال «لا شك أن هذا يتبع للأمانات والبلديات ووزارة التجارة». صحة الإنسان ركزت أخصائية التغذية العلاجية في مستشفى الشفاء التخصصي في نجران سارة أحمد على أهمية التخزين الصحيح للخضار والفواكه، وقالت «يجب تخزين وبيع الخضار والفواكه في أماكن باردة وجيدة التهوية كي لا تتعرض للتلف».

وأضافت «عند شراء الخضار والفواكه من الباعة الجوالين يجب التأكد من أنها ما زالت طازجة وغير تالفة، وأنها غير معرضة لأشعة الشمس مباشرة لأن ذلك يؤدي إلى تلفها بسرعة، ويفقدها قيمتها الغذائية، وربما تضر بالصحة عند استهلاكها، وقد تسبب تسممًا غذائيًا، وإن كانت هناك خضار يمكن حفظها خارج الثلاجة مثل البصل والثوم والبطاطس، شرط توفر التهوية الجيدة».

كما قالت أخصائية التغذية العلاجية شذى حسن «كأخصائية تغذية أعارض وبشدة عرض الخضار على الأرصفة، وخارج المحلات، لأن ذلك مخالفة لأنظمة المراقبة وجودة السلعة المباعة التي قد تكون عرضة للتلف أو تالفة و ينتج عنها ضرر للمشتري، لذا علينا الحث على أهمية الالتزام بقوانين بيع الأغذية ومعرفتها لحمايةً المشتري». ارتفاع الحرارة وتأثيرها يعتقد المزارع نايف جلباب أن درجة الحرارة تصل بعض الأحيان في الصيف إلى 38 درجة مئوية وأعلى، ويقول «لهذا لا بد من حفظ الخضروات في أماكن باردة، وهذا من حق المستهلك، أما ما يقال عن أن الثمار كانت عرضة للشمس في مزارعها فهذا أمر لا يمكن القياس عليه لأنها لم تكن قد نضجت حين كانت في مزارعها».

ويتفق المزارع سداح مانع آل حيدر مع الفكرة، ويقول «طالما تم قطف الثمار فلا فائدة من تعرضها للشمس التي قد تعرضها للتلف، ولا بد من حفظها في أماكن باردة». الخير بالشمس بدوره، استغرب محمد اليامي ممن يطالب يعدم عرض الخضار والفاكهة في الشمس، ويقول «حين كانت في مزارعها كانت معرضة للشمس، وكذلك عند حصادها ومن ثم نقلها حيث تغطى حينها بقطعة قماش، والشمس ليست مثل المواد الكيمائية التي تتعرض لها الخضار، بل تبقى مفيدة في كل الأحوال، ولا ضرر في تعرض الطماطم وغيرها للشمس».

ويذهب عبدالعزيز مع رأي اليامي، ويقول «دائمًا أشتري الطماطم المعرضة للشمس، لأنها تكون أكثر نضحًا وفائدة، وأستطيع من ذلك معرفة ما إذا كانت جيدة أم لا، على خلاف حال الطماطم المحفوظة في الثلاجات والتي لا نعلم مدى صلاحيتها». آراء معارضة الشمس تتلف الخضار وضعها على الأرصفة يعرضها للغبار عرضها على الأرصفة يجذب الحشرات آراء مؤيدة الخضار كانت تحت الشمس في مزارعها وخلال نقلها يمكن معرفة درجة نضجها على عكس الموضوعة في الثلاجات