يستعيد نادي الطائف الأدبي مساء اليوم زمنا يعود إلى قرابة أربعة عقود، تتصل بتاريخ تأسيس النادي عام 1975. وهي تجربة يقول عنها لـ"الوطن" عضو مرحلة التأسيس الكاتب والقاص محمد منصور الشقحاء إنها جاءت من الهامش بعد انطلاق خمسة أندية وانفضاض اجتماع أحياء سوق عكاظ بالرياض الذي لم يحضره أي أديب من الطائف.

اليوم يتذكر أدبي الطائف بعد 37 عاما من إنشائه مؤسسيه من الأدباء والمثقفين الذين وضعوا لبناته الأولى قبل أكثر من 3 عقود والذين تعاقبوا على رئاسة مجلس إدارة النادي.

حيث يشهد النادي حفل وفاء لتكريم مؤسسي النادي والمساهمين في مسيرته ورؤساء مجلس إدارته برعاية وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة في فندق رمادا الهدا.

وفيما يتابع الشقحاء ساردا قصة التأسيس: سمعنا بموافقة الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد ـ رحمه الله ـ على طلب حضور اجتماع إحياء سوق عكاظ تأسيس أندية للأدب والأدباء. من هنا تداعينا بعد مشاورات تولاها الدكتور إبراهيم الزيد وتبناها محمد الزايدي للاجتماع بمقر مطابع الزايدي (لم تعد قائمة) أحد مؤسسي مجلة عالم الكتب والصحفي والإعلامي والمثقف النشط، أحد عشر كاتبا ولا أقول أديبا فكلنا كنا من الجيل الجديد: علي حسن العبادي، ومحمد سعيد كمال، ومحمد عبدالرحيم الصديقي، وعلي حسين الفيفي، وعبدالله سعيد جمعان، وعلي خضران القرني، وسعد الثوعي الغامدي، ومحمد خلف الزايدي، وإبراهيم محمد الزيد، وحمد حمد الزيد، ومحمد المنصور الشقحاء، وبعد اجتماعنا الثاني فوضنا علي العبادي وحمد الزيد، إرسال برقية للرئيس العام لرعاية الشباب وبعد شهر وصلتنا الموافقة على تأسيس نادي الطائف الأدبي.

ودخل النادي التاريخ كأحد أوائل خمسة أندية أدبية تأسست، وتعتبر مجموعة "البحث عن ابتسامة" القصصية للشقحاء الإصدار الأول للنادي واحتفلت بها إدارة الأندية الأدبية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب حيث اشترت حينها 1000 نسخة منها بعشرة آلاف ريال، وكان المبلغ نواة مشروع صندوق الأدباء الذي تبناه النادي، بحسب رواية الشقحاء، الذي يقول: العجيب كان صوت نادي الطائف الأدبي هو المرتفع خلال عقد من الزمان بمطبوعاته ونشاطه المنبري ونقد الصحافة لمنجزه كما أن ثلة من البارزين اليوم أمثال الدكتور عبدالله الغذامي، والدكتور سعيد السريحي، والشاعر محمد العلي، والشاعر علي الدميني، والناقد عبدالله نور، كانوا من نتائج حراك النادي قبل أن يكون لهم حضور خارج الصحف فقد كان منبر النادي يثير الحوار ويخلق الجدل الثقافي البناء، واليوم والنادي يحتفل بمسيرته يذكرني رئيسه حماد السالمي وأعضاء المجلس بالزمن الجميل إذ هاهو والنادي بعد تقلص نشاطه مع نهاية المجلس القديم وبداية المجلس الحالي يعود مع هذه الكوكبة للحراك المثمر الذي له نصفق وبسببه تجشمنا الحضور في احتفاليته.

من جهته، قال رئيس مجلس إدارة النادي حمّاد السالمي إن الدعوة وجهت لعدد كبير من المثقفين والأدباء والمفكرين، وسوف يكرم رؤساء مجلس الإدارة خلال الحفل، وأعضاء النادي الذين تعاقبوا على دفة العمل الثقافي فيه منذ افتتاحه كما يكرم مؤلفو الإصدارات الجديدة البالغ عددها 16 إصدارا.

وأشار السالمي إلى أن النادي تبنى إصدار كتاب توثيقي خاص عن مسيرة النادي الأدبية والثقافية بعنوان "37 عاما من التألق والعطاء"، يسلط الضوء على الشخصيات التي أسهمت في تسيير عجلة الحراك الثقافي في النادي على مدى تاريخه.