تخوّف عدد من مربي الخيول من انتشار استخدام تقنية علاج خيولهم بالإبر الصينية، حيث بدأ كثير من مدربي الخيول اللجوء إلى هذه التقنية في العلاج، مشددين على آثارها الإيجابية وسرعة شفاء الخيول المصابة والمعالجة بواسطتها، فيما طالب عدد من البيطريين بإيجاد معاهد بيطرية تدرس هذه التقنية التي تعد حديثة النسبة لكثير من مربي الخيول، الذين يتخوفون من المضاعفات التي قد تسببها هذه التقنية في حال لم يكن من يتعاطى معها متخصصًا ومؤهلا بشكل علمي لممارستها، وهو ما قد يؤدي في المحصلة إلى إصابة الخيول بمضاعفات سيئة.

تقنية قديمة

يشير الطبيب البيطري طارق أدهم إلى أن تقنية العلاج بالإبر الصينية ليست حديثة كنا يتصور البعض، ويقول «هي تقنية قديمة جدًا، وقد استخدمت في علاج الحيوانات في عدد من الدول، ومنها الصين وبعض الدول الأوربية».


وأضاف: «هناك أطباء بيطريون يعلمون بتطبيق هذه التقنية في العلاج على الخيول، وهي تعطي نتائج إيجابية سريعة، لكن لا بد من التنويه إلى أن استخدام هذه الإبر أثناء علاج الخيول يجب أن يكون من قبل طبيب بيطري مختص، ولديه معرفة في العلاج بالإبر الصينية حتى لا يصاب الخيل بمضاعفات نتيجة لاستخدام هذه التقنية بطرق خاطئة، لذلك لابد أن يتم تدريس استخدام هذه التقنية لاستخدامها في علاج أمراض الخيول»، موضحًا أن مثل هذه التقنيات التقليدية في العلاج تسهم كثيرًا في إيجاد حلول لعلاج أمراض لم يتوصل الطب الحديث لأدوية حديثة لها.

أمراض تعالجها الإبر

يبين الطبيب البيطري مصطفى شامي أن تقنية علاج الخيول بالإبر الصينية تستخدم في عدة حالات، منها حالة إصابة الخيل بمغص، أو أمراض تنفسية، أو إصابات جلدية، أو مشاكل العقم في الأفراس، والألم الحاد والمزمن، فهنا تستخدم الإبر بالوخز، ويسبق ذلك تشخيص دقيق لحالة الخيل، ولابد من تحديد النقاط الأساسية للعلاج.

ويضيف: «هناك أطباء غير مؤهلين يستخدمون الإبر الصينية، وهي هنا تشكل خطورة على صحة الخيل، كما أن تنظيف منطقة الوخز مهم جدًا كإجراء احتياطي لسلامة الخيل من الإصابة بأي مكروب أو فيروس، ولابد من تثبيت الحصان أثناء الوخز، وألا يتجاوز الوخز بالإبر 10 نقاط في الجلسة الوحدة»،

وعن فترة ترك الإبر في جسد الخيل أثناء إجراء العلاج بالإبر الصينية، قال «يكون ذلك من 8 إلى 22 دقيقة، وقد يحتاج الخيل الواحد أكثر من جلسة حسب الحالة المرضية».

معالجة العرج

أكد أطباء بيطريون أن الإبر الصينية تعالج عرج الخيل، وتعد من العلاجات التقليدية كعلاج مشكلة العرقوب الأولية، حيث هناك تعادل ثانوي يحدث في أنماط نقاط التحفيز في الظهر أو الرقبة التي لا تزال دون حل، ومن ثم قد يتم استخدام العلاج بالإبر بنجاح كبير لعلاج المشاكل الثانوية لمشكلة العرقوب الأولية، كذلك تستخدم في علاج أمراض الظهر لدى الحيوانات، مشيرين إلى أنه لابد من وجود تحفيز لاستخدام هذه التقنية؛ لأن هناك تخوفًا من قبل البعض يعود إلى عدم وجود معرفة سابقة وخبرة لدى المربين في إيجابيات هذه التقنية بالعلاج.

أساليب التحفيز

أكدت مصادر بيطرية عدة أن نقاط الوخز بالإبر لها عدد من المحفزات، من بينها التحفيز بالإبر الجافة، والوخز الإبري الكهربائي، والوخز الإبري المائي، والعلاج أو الإرقاء الإبري وغيرها، ولكل طريقة، منها مميزاتها ونقاط قوتها وضعفها.

ويمكن للوخز أن يؤدي إلى تغيير مفيد في الجهاز العصبي المركزي، وتغيير مستمر للنشاط الفسيولوجي في جسم الخيل، ويحدد الطبيب البيطري المختص في استخدام هذه التقنية وطرقها مناطق الوخز العلاجية المطلوبة حسب الحالة والمرض.

مربو الخيول

يبين المهتم في تربية الخيول صالح الحربي أنهم يتبعون تعليمات الأطباء البيطريين في معالجة الخيول من أمراضها، لكنه يضيف «مع ذلك فإن استخدام تقنية الإبر الصينية في الوخز ما تزال تثير مخاوفنا، خصوصًا في علاج عرج الخيل أو المغص أو بعض الأمراض التنفسية الأخرى، وذلك يعود إلى قلة الخبرة لدى الأطباء البيطريين، خاصة من لم يقم باستخدام هذه التقنية، أو ليس متخصصًا فيها».

ويكمل «هناك دول كثيرة تستخدم تقنية العلاج بالوخز، لكنها ما تزال محدودة جدا لدينا، ولا زلنا نتخوف منها نتيجة لقلة الخبرة». ويوافقه الرأي مربي الخيل أسامة أحمد ويقول: «أغلب اسطبلات الخيل تتخوف من التعامل بالعلاج بالإبر الصينية، فلابد من التأكيد على أن استخدام هذه التقنية يحتاج إلى خبرة كافية؛ لأن استخدامها الخاطئ يكون مضرًا بصحة الخيل».