وما سرني كثيرا التركيز الإعلامي بكافة أشكاله عليهم وهو ما نحتاجه، فالإنجازات السعودية على مستوى عالمي ليست بشيء جديد، فقد بدأت المملكة بالمشاركة في معرض إيسف منذ 2007، وبعد ثلاث سنوات فاز عبد العزيز بن خالد الغنيم في المركز الثاني في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية في إنتل أيسف 2010، وكل عام تقريبا كان هناك إنجاز سعودي في المعرض وهو ما لم يبرز من قبل.
وكذلك الإنجازات العالمية لسعوديين وسعوديات في مجالات الأخرى مثل على سبيل المثال، وليس الحصر الدكتور أحمد معطش العنزي الذي حصل على جائزة في البورد الأمريكي لطب النووي عام 2009، وأيضا البروفيسورة غادة المطيري، والتي نالت جائزة في البحث العلمي في أمريكا، وكذلك الدكتورة حياة سندي، وغيرهم الكثير الذي أبدعوا في كافة المجالات واستطاعوا التميز والإنجاز على مستوى عالمي، وهم بذلك يقدمون للوطن صورة مشرفة، ولكن الدور المتبقي علينا، فالواجب أن نستوعب ونعي ضرورة إظهارهم والتركيز عليهم، وتقع هذه المسئولية على الجميع بداية من أصغر المؤسسات الاجتماعية المتمثلة بالأسرة، فيجب على الأب والأم التحدث عن هذه النماذج الإيجابية أمام أبنائهم، فهذا على الغالب سيكون دافعا لهم للطموح والمثابرة في حياتهم، وكذلك للمؤسسات الاجتماعية الأكبر من مدارس والجامعات، والذي يجب أن تستضيف الباحثين والمبدعين السعوديين في كافة المجالات، وكذلك الإعلام بكافة أشكاله لابد أن يستوعب أهمية إظهار هذه النماذج .
والحاجة المجتمعية الملحة في وقتنا الراهن للتركيز على الصور الإيجابية في المجتمع، والتي توحي للمتلقين بالأخص بجيل الشباب بأهمية المثابرة والاجتهاد والطموح في الحياة، فلابد أن يكون مبدأ أساسيا في إعلامنا بنشر الإنجازات والصور المشرفة للسعوديين، وخاصة في ظل انتشار بعض المظاهر والسلوكيات التي تمس ديننا وقيمنا وأخلاقنا كسعوديين.
لابد من موجة رد شاملة، ومؤثرة تتمثل بالعمل والعلم، والحفاظ على القيم في وجه كل من يحاول أن يقتل الأمل والطموح في نفوس الشباب بالتقليل من قدراتهم والتشكيك بأخلاقهم وسلوكياتهم.
وفي صدد كلامنا عن أهمية القيم والسلوكيات الأخلاقية لفتني كلام الدكتور نزيه العثماني لأعضاء المنتخب بعد فوزهم، وفي أثناء رجوعهم للملكة وكيف تكلم عن البعد عن التكبر، وهو يبين أهمية التركيز على الأخلاق والسلوكيات الإيجابية ما، فالإنجازات والاختراعات والعلم بكافة أشكاله تكمل حلاوته وتبرز داخل الإطار القيمي والأخلاقي، وهذا ما يقع مسؤوليته على عاتق كل قائد ومربي ومدرب، فالتوجه القادم في الخطاب لابد أن يركز على أهمية القيم والمبادئ، فهي الأساس والركيزة التي تبنى عليه المجتمعات السليمة.
وأخيرا نشكر مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) على هذا الدعم للشباب، ونختم بضرورة التعاون بين المؤسسات الاجتماعية والتعليمية فيجب النظر في تطوير المناهج بما يتماشى مع طموحات الرؤية لبناء جيل يستطيع تحقيق رؤية المملكة 2030 كما رأها صاحب السمو الملكي ولي العهد محمد بن سلمان ال سعود، فالسعودية تستحق بما تملك من موارد بشرية متمثلة بشباب طموح ومكافح يحتاج الدعم والتوجيه، وكذلك موارد طبيعة أنعمها الله على بلادنا أن تجد له مركزا عالميا يليق بمكانتها.