ويبدأ حديثه بأن هناك ثلاث أفكار رئيسة لا بد من الاتفاق عليها، وأولها وجود الأدلة على الإبداع البشري في جميع المجالات، وثانيها أننا لا نعلم ماذا سيحدث في المستقبل؟ والفكرة الثالثة هي القدرة الاستثنائية التي يملكها الأطفال على التعلم والإبداع.
ويتطرق كين إلى وضع من يعملون في التعليم وأنهم غير مرئيين وغير مقدرين، وقلما تجد من يدعوهم للحفلات والمناسبات وأيضًا ليس هناك من يتحدث أو يتبنى مشاكلهم ومعاناتهم.
ويضيف كين أن الأطفال الذين سيبدؤون تعليمهم هذا العام سيتقاعدون ربما بعد عام 2065، مع العلم أننا لا نعلم كيف سيكون العالم بعد خمس سنوات.
إن جميع الأطفال لديهم ذات الموهبة الإبداعية، والإبداع لا يقل أهمية عن التعليم. والأطفال يحبون روح المجازفة والمخاطرة ولا يخافون من الخطأ وكما هو معروف ما لم تكن مستعدًا لأن تخطئ فلن تكون مستعدًا لأن تبدع.
ولكن تعليمنا يعلم الأطفال أنه يجب عليهم ألا يخطئوا وأن ارتكاب الأخطاء أمر غير مقبول، وأنه أسوأ شيء يمكن ارتكابه. وعندما يصل أولئك الأطفال إلى مرحلة البلوغ فيصبحون خائفين من الخطأ، وغير قادرين على الابتكار وملتزمين فقط بالفهم والحفظ لما يلقن لهم.
وكما يقول بيكاسو (إن جميع الأطفال يولدون وهم مبدعون ولكن كيف نبقى مبدعين خلال نمونا).
إن عملية النمو في التعليم حاليا تعتمد بشكل كبير على إخراج الأطفال من روح وصميم الإبداع.
لا يجب على جميع الأطفال أن يكونوا أطباء أو مهندسين أو محاضرين بالجامعة، وهذا ما يركز عليه تعليمنا الحالي، فهناك من يريد أن يكون ميكانيكيا أو مبرمجا أو لاعب كرة أو ممثلا أو مكتشفا او أديبًا وكاتب رواية، أو مزارعًا أو حرفيا أو رساما ، ولكن كل هذه الخيارات قد لا تكون متاحة خلال العملية التعليمية، فالتركيز هو على حفظ الرياضيات والكيمياء والفيزياء واللغة.
ثم يتساءل كين عن الطفل شكسبير وكيف كان تعليمه وكيف تجاوزه ليصبح ما هو عليه.
لا شك أن الرياضيات مهمة ولكن ماذا عن المسرح والرسم والأدب والشعر والرياضة.. إلخ.
إن الهدف الأساسي من التعليم حاليا هو الحصول على أعلى درجات فقط، ولا يوجد ما يساعد على العملية الإبداعية أو يحفزها.
وفقًا لمنظمة اليونسكو سيتخرج خلال الخمسين عاما المقبلة عدد أكبر من الذين تخرجوا منذ بداية التاريخ لأسباب عدة منها الانفجار السكاني وستصبح الشهادات بلا قيمة.
فكيف سيكون الحال؟.
ويختم كين حديثة بقصة جيليان لين مصممة الأوبرا العالمية والتي كانت بالمدرسة، التي خاطبت أهلها بأن لديها اضطراب في القدرة على التحصيل، وأنها قد تكون مصابة بما يسمى التوحد في عصرنا هذا. أخذتها أمها إلى الطبيب الذي ترك جيليان لوحدها بالغرفة مع الموسيقى وخرج ليتابعها من الخارج مع أمها، فوجدوها ترقص.
أخبر الطبيب أمها أن جيليان ليست مريضة، وعليها أخذها إلى مدرسة للرقص. لتصبح بعد ذلك أعظم مصممة رقصات ومليونيرة.