فلم يأبه الباحثون عن التنزة من الأهالي والسياح للبحث عن الفعاليات وحضورها، فحضور أبها المكان «ذكرني بقول الشاعر الجميل عبدالله جابر الصدامي
«يا حضور اللي غيابش له غياب اسمحي البسش تاج الفتون».
حيث صنعت الطبيعة فعاليات متنوعة وانطلقت منها مواهب متعددة بل إنهم كان يستمتعون حتى بتصوير أوراق اشجار الجاكرندا البنفسجية المتساقطة وهي تزين جوانب الشارع وتشكل لوحات فنية على السيارات والممرات والأرصفة، وبانعكاستها البديعة مع مياه الأمطار «وكأنها عروس تقف أمام مرآتها ليلة الزفاف تبتسم لتفاصيل جمالها التي حيرت مزينتها».
لم تكن أبها بحاجة إلا لمن يحبها حتى يرى مواطن الجمال فيها ولأكون منصفة أقول إن عشاق أبها الحقيقون هم أبنائها وهم من نجحوا في نقل أبها للعالمية عندما استشعروا مواطن الجمال فيها ونقلوه بعدسات هواتفهم الذكية وكاميراتهم الاحترافية حتى لا يأتي مسؤول، فيصرح بتصريح غير مسؤول ويقول «أبناء المنطقة ليسوا هم المستهدفين سياحيًا وكأنه يجب على أبناء المنطقة البحث عن السياحة خارج وطنهم».
والدليل على ذلك أن الفعاليات لم تكن السبب الرئيس لما شهدته أبها الأيام الماضية من إقبال. والمتابع للفعاليات يعلم أنه لم تنفذ غير سهرة لفنان العرب محمد عبده ومسرحية بمسرح جامعة الملك خالد وأمسية ثقافية واحدة في المدينة العالية، فالحضور كان (لأبها) ليس إلا وليكون شارع الفن بأبها هو عامل الجذب السياحي الأول بكل تفاصيله رغم أنه ليس بكامل جاهزيته لاستقبال هذا العدد الكبير من الزوار، الأمر الذي ضاعف الجهود الأمنية الكبيرة التي لمسناها من شرطة منطقة عسير وإدارة المرور وغيرها من الإدارات ذات الصلة والمعنية.
لتكون «أبها نجمة الشباك» والخيار السياحي والأمثل محليًا وعربيًا وعالميًا.. فالعالم يرى أبها اليوم بعيون عشاقها.