كان الأسبوع المنصرم أسبوع (فتاة المناكير) التي تلاسنت مع عضو الهيئة في أحد الأسواق، لتنقل المواجهة - أثناء حدوثها، ومن خلال جهاز الهاتف الذي تحمله في يدها - إلى ملايين البشر حول العالم. وتحصد تفاعلا كبيرا في المجتمع.
والحلقة التي سبقتها كانت عن (جن مستشفى عرقة)، ومحاولة الشباب اختراق حصونهم المنيعة، وإيقاظهم من سباتهم العميق! وأصبح لدينا كل يوم أو يومين حلقة مشابهة، تتجه إليها الأنظار، وتصبح في بؤرة اهتمام الرأي العام، ثم تنطفئ القضية كلها خلال ساعات! وتصبح القصّة مملّة، بانتظار الحلقة الجديدة التي لا نعلم من أين تأتي، متى موعدها، ومن يكون بطلها!
إنه إعلام جديد، وعالم مختلف يتكوّن أمام أنظارنا لحظة بلحظة. ويلغي كل ما درسناه، وما اكتسبناه من خبرات في مجال الإعلام، والترفيه.
عاش بعضنا أياما كانت فيها الأخبار لا تأتي إلا من وكالات الأنباء العالمية، والأجهزة الحكومية الرسمية، ثم مع انتشار الفضائيات، تكفّلت القنوات الكبرى بترتيب أولوياتنا، لتخبرنا بما يحدث حولنا في التاسعة، وتطلب منّا أن نذرف الدموع في دراما العاشرة، وتجبرنا أن نضحك – حصريا - بعد المغرب في رمضان!
واليوم، ساعة بعد ساعة، يكسب الإنترنت مساحات جديدة على حساب الإعلام التقليدي، لقد توالدت في أيدينا الشاشات بأحجامها المختلفة، وأصبح العالم بين أصابعنا، نتأثر به، ونؤثر فيه، كما لم يحدث من قبل في تاريخ الإنسانية.
لذلك انظر حولك دائما.. راقب (الأخ الأكبر) الذي يراقبك، فربما تكون أنت بطل الحلقة القادمة.