كثير من الآباء يخطئ في تعامله مع الأبناء من حيث يعتقد أنه يهذبهم أو يدفعهم للأفضل.وتقول أستاذة علم نفس الأطفال دكتورة كارولين فيكتور: إن هناك بعض العبارات يجب تجنبها تماما عند التعامل مع أطفالنا، حيث إن هذه العبارات التي نرددها بشكل تلقائي بدون وعي قد يكون لها آثار نفسية يمكن أن تؤدي -بحسب كارولين- إلى نمو الطفل بشكل غير سوي على المستوى النفسي. فعلى سبيل المثال لا الحصر تردد الأم دائما مع صغيرها عبارة "أنت لا تطاق إنك تدفعني للجنون" أو "لو سقطت مريضة فاعرف أنك السبب". بالنسبة للأم هي تريد أن يعرف صغيرها أنها غاضبة مما فعله، أما بالنسبة للصغير فإنه يتوقف فورا حتى لا تمرض والدته أو تجن. إنه نوع غير مقصود من الابتزاز العاطفي الذي قد تنتج عنه عواقب جسيمة لها انعكساتها على نفسية الطفل، خصوصا إذا ما تصادف ومرضت الأم بعد قولها ذلك للصغير بوقت قصير.
ومن الأفضل مهما ارتكب الصغير من أخطاء أن يقال له: لا أحب مثل هذا السلوك، أو ما تم فعله هو شيء سيئ للغاية، أو أن يكون التوجيه بشكل عكسي مثل: حاول أن تكون ألطف، في المرة القادمة لا أريد رؤيتك تفعل مثل هذه الأشياء السيئة.
وتسترسل كارولين بقولها من العبارات التي نرددها أيضا بتلقائية هي عبارة "أنا أعرف مصلحتك" أو "أنا الوحيدة التي تعرف ما هو الأفضل لك"، وكل ما شابه من تلك العبارات، التي تخلق حالة من حالات انعدام الثقة لدى بعض الصغار، فهو لا يعرف شيئا، إن الكبار فقط هم من يعرفون، وتتفاقم هذه المشكلات عندما نكون أمام صغير طبيعة تكوينه اتكالية، لأنه يجد في مثل هذه العبارة الحجة الكافية حتى يلقي بكل شيء على الأكبر منه ويبقى هكذا طوال حياته دائم البحث عن شخص يتولى شؤون الحياة الأساسية نيابة عنه.
وتنصح الدكتورة كارولين باستعمال عبارات مثل "لا يزال أمامك الوقت لتقرر بمفردك"، أو مثل "الآن أنا من يقرر أما بعد وقت قصير فسوف نقرر معا"، وبطبيعة الحال يصعب تلقين الأهل عبارات بعينها ولكن ما نتحدث عنه اليوم ما هو إلا أمثلة للعبارات التي تأتي بنتائج إيجابية مع الصغار والعكس وعلى كل أسرة اختيار العبارات التي تتلاءم معها وترى أن انعكاساتها سوف تساعد الصغير على أن يشب بشكل أكثر سوية وديناميكية.