فتحت المواجهة الودية التي خاضها الفريق الكروي الأول بنادي الهلال أمام الحمادة (درجة ثانية) السبت الماضي، ملفاً تاريخياً عتيقاً خاصا باكتشاف لاعبين مغمورين ومن ثم قيادتهم إلى النجومية.
فبنظرة مختلفة، رأى مدرب الهلال، الألماني توماس، النجومية في اللاعب المغمور مهاجم فريق الأولمبي عبدالرحمن الصانع، ودفع به أمام الحمادة كأول تجربة للاعب مع المدرب.
وما توقعه دول وجده من الصانع الذي لم يخذل مدربه فسجل أهداف المباراة الثلاثة (هاترك) في الدقائق (25-60-90)، وخرج من المواجهة كنجم أول بعد أن دخلها وهو اسم مجهول لا يعرفه إلا القليلون.
ورقة الصانع تلاشت في وقت مبكر منذ الموسم الماضي بعد أن رأى مدرب الفريق السابق مدرب الصفاقسي التونسي حالياً، الألماني ستامب، إبعاده عن اختياراته بصورة نهائية واستحالة أن يكون ضمن قائمته المفضلة نظراً لتواجد أكثر من عنصر بإمكانه أن يقوم بأدواره، فعاد اللاعب مجبراً إلى الحواري إلا أن مدرب اللياقة في الأولمبي، الوطني سعد المنصور أعاده مجددا للفريق في أغسطس الماضي فبقي اللاعب خارج قائمة فريقه في مباراياته الخمس الأخيرة في دوري كأس الأمير فيصل بن فهد تحت سن21، ومع ذلك كان للمدرب دول وجهة نظر مختلفة، فدفع به معيداً له الثقة في نفسه، فكان لذلك أثره الكبير ووضح أكثر في المباراة من خلال طريقة تسجيل الصاع لثلاثيته وتحديداً الهدف الثاني الذي جاء بطريقه تؤكد أنه يوظف فكره في التحرك قبل أن يتجلى بمهارة تسجيل الأهداف بطريقة سلسة، وهي البداية التي كان عليها نجم الفريق المعتزل ومديره الحالي سامي الجابر الذي بدا كلاعب وسط متقدم إلى أن تحول لمهاجم حقق لقب هداف الدوري لأول مرة في موسم 1990 عندما كان في الـ 18 من عمره برصيد 16 هدفا، وكرر الإنجاز في بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين عام 1993 بـ19 هدفا, ومن ثم توالت إنجازاته دولية وقاريا على مختلف المستويات.
ورب ضارة نافعة، فقد قادت الظروف المحيطة بفريق الهلال من انضمام الدوليين لصفوف المنتخب وإصابة المحترف الكوري الجنوبي بيو يونج, المدرب دول للاستعانة بالصانع لسد النقص وإشراكه في تدريبات الفريق الأول في الأيام الثلاثة الأخيرة كلاعب وسط متقدم قبل أن يتحول إلى مهاجـم صريـح في مباراة الحمادة.
الهلاليون دفعة واحدة ودون استثناء، أحاطوا بلاعبهم الصغير، راسمين حوله جملاً من الإشادات قد تصيب اللاعب وهو في هذه السن بمتغيرات عكسية وهو ما دفع إداري الفريق الأول فهد المغيربي عقب مواجهة الاثنين، إلى مطالبة الإعلام بالكف عن تلكم الإشادات السريعة التي قد تأتي بمفعول عكسي على اللاعب.
فيما اعتبر المدرب الوطني سعد المنصور، حضور اللاعب في لقاء الحمادة واستثماره المشاركة، رسالة آنية لزملائه في الفريق الأولمبي مضمونها أن أمل اللعب للفريق الأول مازال قائما أمام كل لاعب مجتهد دون النظر إلى مشاركات دولية من عدمها، مؤكدا أن مرتكزات عمل الفريق الأولمبي لا تقوم على أساس حصد البطولات في المقام الأول بقدر ما هي إعداد للاعبين ليكونوا رافدا رئيسيا للفريق الأول.