تعتبر النقصة عادة شعبية قديمة يقوم فيها الأبناء بحمل أطباق تحتوي على أكلات رمضانية ويتم توزيعها على الجيران قبل الإفطار. وهذه العادة اشتهرت بها دول مجلس التعاون الخليجي وهي من العادات الاجتماعية التي تحقق التكافل والتماسك بين أفراد المجتمع لما لها من واقع إيجابي على النفس لكن انخفضت هذه العادة في وقتنا الحاضر. وأشار المواطن عجلان العجلان إلى أن الأجيال في السابق لهم الأثر في عدم التخلي عن النقصة بين الأسر بعكس الجيل في الوقت الحاضر.
البيئة المدنية
قال الأخصائي الأول الاجتماعي عبدالرحمن حسن جان إنه أصبح هناك فرق واضح بين الجيرة، حيث كانت قديمًا العلاقات إيجابية بين الجيران، وأما الآن أصبح الجيران أقل معرفةً وتواصلا مع بعضهم، ولا سيما أن هذه الظاهرة ظهرت في المدن، وفي الجيل الجديد الذي لم يسكن القرى والأحياء الشعبية القديمة التي كانت من خصائص تلك الأماكن في تلك الآونة التي كان يعيشها جيل الطيبين وكان فيها الجيران كالأسرة الواحدة. وأضاف «وأيضًا في اعتقادي أن من الأسباب هو ترك الأشخاص لبيوتهم القديمة التي أمضوا فيها عمرًا طويلًا مع الجيران وتفرقوا وانتقلوا إلى الأحياء الجديدة، إما بسبب ترك الحارة القديمة أو منزل العيلة الكبيرة، أو كما يسميه علماء اجتماع الأسرة الممتدة بهدف الزواج والاستقلال عن الأسرة الكبيرة أو بسبب ضيق المنزل أو الانتقال للوظيفة التي تكون غالبًا في مدن أخرى أو لشراء أرض وبناء منزل المستقبل أو استئجار شقة في عمارة».
قلة التواصل
أضاف جان أن هناك عاملا حديثًا طرأ على المجتمع قد يكون سببًا في قلة التواصل عن قرب بين الجيران الذي من خلاله كانوا يستطيعون التفاعل ونقل المشاعر وجهًا لوجه وهو عامل وسائل التواصل الاجتماعي التي جعلت أفراد المجتمع ينغلقون على أنفسهم أوقاتًا طويلة، مكتفين بالتواصل عن بعد من خلف شاشة الجوال، وإذا أصبح التواصل بين الجيران بهذا الشكل، فمن باب أولى أن تختفي بعض العادات التي كانت سائدة في ذلك الزمن الجميل والتي منها عادة النقصة، وكذلك يعزى هذا الأمر إلى أن تطبيق الجيل القديم لتلك العادة وتمسكهم وحماسهم بها كان قويًا ثم مع تعاقب الأجيال الجديدة والتغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع ضعف اهتمامهم وتمسكهم وحماسهم بها وتطبيقهم لها، وذلك يرجع لاختلاف الأجيال بين الآباء والأبناء، فما تعتبره الأجيال السابقة عادة وقيمة، لا يعتبره البعض من الجيل الجديد كذلك.
نقصة الجيرة
عادة شعبية قديمة.
يقوم فيها الأبناء بحمل أطباق تحتوي على أكلات رمضانية.
يتم توزيعها على الجيران قبل الإفطار.
اشتهرت بها دول مجلس التعاون الخليجي.
تحقق التكافل والتماسك بين أفراد المجتمع.
انخفضت هذه العادة في وقتنا الحاضر.