تفضل الأسر السعودية أماكن الترفيه غير المكلفة في مختلف مناطق المملكة، إلا أنها تضع نصب عينيها المتنزهات والحدائق المفتوحة التي تفضلها عن المدن الترفيهية المغلقة التي غالبا ما تفتقد للتكامل وتلبية جميع احتياجات الأسرة، وبين هذه وتلك تقع الأسر وأطفالها بين ضريبتي ارتفاع الأسعار وعدم توافر الخدمات.

"الوطن" التقت عددا من الأسر للحديث حول تطلعاتهم ورؤيتهم للمدن الترفيهية في المملكة، خاصة في مدينة الطائف التي تعد الوجهة السياحية الأولى للمصطافين في المملكة ودول الخليج العربي. فأشارت أم بندر (موظفة بالقطاع الخاص) إلى أنها قضت إجازتها الصيفية بالطائف متنقلة بين المتنزهات والحدائق وبعض المدن الترفيهية والتي كانت تتسم بالازدحام الشديد، خاصة في الفترة المسائية في إجازة الصيف. وبينت أن تنقلها بين المدن الترفيهية المغلقة كان بحثا عما يناسب أطفالها بالمدينة الترفيهية أو الحديقة بصورة عامة. وأشارت إلى أنه نظرا لهذا الازدحام الشديد وارتفاع الأسعار التي كانت طاردا لهم على الرغم من عدم توفر كافة الخدمات بهذه المدن المغلقة، أصبحت تركز على الأماكن المكشوفة والبعيدة عن الازدحام، مشيرة إلى أنها تصطحب معها بعض الألعاب التي يقتنيها أطفالها ليلهون بها في المتنزه والحديقة المفتوحة، وذلك أن هذه الحدائق المفتوحة لا تتوفر بها كامل الخدمات، ويضطرون أحيانا إلى الخروج منها لشراء بعض المستلزمات التي قد يحتاجونها أثناء النزهة.

وقالت أم سارة: إنها تحرص وزوجها على الذهاب إلى بعض المدن الترفيهية المغلقة التي تتوفر بها بعض الخدمات، خاصة الصرافات الآلية لسحب النقود، والتي يعتبر نقصها عيبا في المدن الترفيهية المغلقة عندنا إضافة إلى ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه. وبينت أنها عادة ما تبحث مع زوجها عن حديقة ترفيهية مفتوحة ألعابها مناسبة ومطلوبة من قبل أطفالها وأن تكون آمنة من ناحية سلامة الألعاب والحفاظ على أرواح الأطفال وتتوفر بها جميع الخدمات، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن نطلق بالطائف مسمى مدينة ترفيهية سواء على المتنزهات المفتوحة أو المدن الترفيهية المغلقة، لأن المدينة الترفيهية لا بد أن تكون مدينة متكاملة بها جميع الاحتياجات والألعاب والراحة التي ينشدها مرتادو هذه المدن حتى في تكلفتها المادية.

وعلقت سارة الزهراني بقولها: إن الأسر السعودية مطلبها في المدن الترفيهية المغلقة بسيط جدا، وهي أن تكون أسعارها مناسبة لكافة شرائح الأسر بالطائف، فالمدينة الترفيهية المغلقة تستغل الزائر أسوأ استغلال من الناحية المادية، سواء في المطاعم أو البوفيهات أو الأماكن الخدمية والأكشاك المنتشرة بالمدينة، إضافة إلى قيمة التذاكر الخاصة بألعاب الأطفال. وفي اتصال هاتفي بأمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج لسؤاله عن إقبال الأسر السعودية داخل المحافظة على الحدائق والمتنزهات والمدن الترفيهية التي يفضلونها، أشار إلى أن هناك العديد من الحدائق التي يكثر الإقبال عليها من الأهالي والزوار والسائحين على مدار العام. وذكر أن عدد الحدائق والمتنزهات والزوائد التنظيمية والمثلثات المشجرة بلغت 765 موقعا بينما عدد الحدائق منها بلغ 341 حديقة، مشيرا إلى أن الأمانة عملت خلال السنوات الأخيرة على إعادة وتأهيل حدائق الأحياء ودعمها بكافة الخدمات والمرافق، وحتى الآن جرت تهيئة أكثر من 100 حديقة داخل أحياء الطائف.

وقال: إن أمانة الطائف أعدت دراسة تخطيط متنزه البهيتاء البري، ومشروع متنزه مخيم الملك عبدالعزيز بعشيرة، ودراسة تخطيط وتطوير حديقة السيل الصغير، كما انتهينا من تطوير مشتل البلدية وزيادة إنتاجه من الشتلات الزراعية إلى الضعف.

وقال المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالطائف طارق محمود خان: إن الأسر السعودية تفضل أثناء زيارتها للطائف، المناطق المفتوحة مثل الهدا والشفا، إلا أنها تفضل ارتياد الحدائق أكثر مثل حديقة الملك فهد بالخالدية، وحديقة الملك فيصل بالحوية، وحديقة السداد بشهار. وأشار إلى أن نسبة لا تقل عن (50 – 60%) ترتاد المتنزهات مثل متنزهات الجبل الأخضر والبعيجان والنقبة الحمراء بطريق الهدا والحدبان بطريق الشفا. وفي جنوب الطائف متنزهات بلاد بني سعد ومتنزه شهدان والحدب بميسان.