وعندما تتحدث مع أحدهم عن هذا «الخواء» الفني والفكري ينبري لك بقوله: نسبة المشاهدة المرتفعة.. يعني بذلك بكل صفاقة الهبوط في الفكرة والأداء، ولا يهمنا أن يزداد المشاهد علما أو ثقافة أو تدينا حقيقيا!. بل إن من أطلق على نفسه صفة «الواعظ» أو «الشيخ» أو «الدكتور» يرتدي عباءة التدين المظهري، ويتناسى عمدا تناقضاته التي فضحتها التقنية الحديثة، ولا تغادر شاردة أو واردة إلا وقيدتها، لكن بعضهم يكابر، وهذا النمط يقدم بضاعته، التي يلونها بالنكهات المختلفة، دون خجل من الله والناس. أحد من كبارهم حلم بالرسول، صلي الله وعليه وسلم، واسمعوا الشرح والوصف الذي لا يمكن أن يستوعبه عاقل، وحتى الأطفال الذين تفوقوا علينا في البحث بهذه الأجهزة بجودة عالية قبل الدراسة. نحن الآن لم نعد نتابع مسلسلا، أصبحنا نتابع النكهات المتعددة والغبية حتى في مناهج التعليم ذات النكهات المتعددة التي تحمل الكثير من نصوص تستغبي رؤوس الطلبة.
لا بد من إعادة نظر في كل هذه «النكهات»، والوصول إلى الفن الراقي، والحديث المؤكد، والقصيدة والقصة والمسرحية التي تتمسك بشروط الفن الرفيع والراقي، وسلامتكم.