مؤخراً تصدر (تويتر) الأخبار العالمية وسحب البساط من تحت الحرب الروسية /الأوكرانية بعد أن وضع الملياردير (النابغة) إيلون ماسك تويتر في أولوية اهتماماته الاستثمارية. فبعد انتقادات متعددة لسياسة تويتر وحجبها لحريات التعبير قام الملياردير صاحب الـ 82 مليون متابع بالتصويت على حسابه عن حرية الرأي في تويتر، الذي سبب انخفاضاً بعده في قيمة الأسهم بـ 9% ومن ثم قام ماسك بالاستحواذ على حوالي 9% من أسهم تويتر بمكاسب تجاوزت أكثر من 3 مليارات دولار، نتيجة الانخفاض والارتفاع اللذين تسبب بهما في تغريداته الفعالة. وهذا ليس بجديد على العبقري ماسك فقد كرر ذلك كثيراً بالتلاعب بأسعار العملات المشفرة، حيث ساعدت تغريدات إيلون ماسك العملة المشفرة شيبا إينو في القفز إلى صفوف كبرى في القيمة السوقية، لسوق العملات المشفرة، ناهيك عن تأثير تغريداته في أسعار البيتكوين في مرات كثيرة سابقة.
وفي خطوة تالية مفاجئة عرض ماسك الحصول على جميع الأسهم في تويتر التي لا يمتلكها مقابل 54.20 دولارًا للسهم الواحد، مما يقيم الشركة بـ 43.4 مليار دولار. ويمثل ذلك علاوة بنسبة 38% على سعر الإغلاق في الأول من أبريل. وقد وصف عرض إيلون ماسك بالاستحواذ العدائي، وحسب الموقع الشهير (هارفارد بزنس ريفيو) فإن هناك الآلاف من حالات الاستحواذ العدائي سنوياً قد تمت أكثر من 1700 صفقة عام 2018 تجاوزت قيمتها 28 مليار دولار بالولايات المتحدة الأمريكية. وكما هو متوقع من مجلس إدارة تويتر لمجابهة طوفان (إيلون ماسك) تم الإعلان عن تفعيل خطة (حبة السم)، وهو كناية عما كان يفعله الجواسيس بالانتحار بحبة سامة.
وتوجد طرق كثيرة لاستخدام هذا التكتيك الدفاعي، ويعد أشهرها إصدار عدد كبير جداً من الأسهم الجديدة للشركة المستهدفة مع وجود نص قانوني يسمح للمساهمين الحاليين باستثناء (المستحوذ) بشراء المزيد من الأسهم بخصم سعري كبير على القيمة السوقية للسهم، وبالتالي يزيد عدد الأسهم المصدرة ويقل معها ما تمثله الأسهم المملوكة للجهة المستحوذة من ملكية الشركة.
والجدير بالذكر أنه في قصة مشابهة عام 2012 تم تنفيذ هذه الإستراتيجية ضد المليادير الأمريكي «كارل إيكان» بعد إعلانه أنه قد اشترى ما يقرب من 10% من أسهم شركة «نتفليكس» في محاولة للسيطرة على الشركة.
في ظل هذا الخصام والتوتر (التويتري) على أسهم عملاق التقنية ظهرت مشكلة كبرى عن تناول الماء في رمضان، تناولتها جميع القنوات المحلية والمنصات الإلكترونية باهتمام شديد، وأفتى فيها أهل العلم، وتراشقوا التهم بين مؤيد ومعارض، والحمد لله أن (ماسك) لا يجيد العربية، وإلا تراجع عن شراء (تويتر) التي نستخدمها محلياً في الجدال بين (الماء) و(الكمون) و(اليوسف أفندي).