بدر العمري الذي يدرس حاليا سنة الامتياز في كلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض تعرفت عليه يوم أن كان واحدا من الشباب الذين شاركوا في منتدى الغد الأول الذي عقد في الرياض قبل عامين، فبدر لفت انتباهي مثلما لفت انتباه كافة المتواجدين في ذلك المنتدى بحضوره القوي والفاعل وبجرأته في طرح ما يشعر به كشاب، وموقفه من كل ما يحيط به، وحتى اللحظة تربطني علاقة تواصل مع بدر وما زال هذا الشاب كما هو، جريئا، وطموحا، وأحلامه كثيرة ومبادراته في أعمال الخير والتطوع والتواصل مع المجتمع والناس لافتة ورائعة، وهو دائما صاحب مبادرات ومشاركات إيجابية رغم طبيعة تخصصه الدراسي الذي يحتاج وقتا كثيرا وتركيزا كبيرا.
وفي منتدى الغد الثاني الذي عقد العام الماضي في الرياض تسنى لي حضور العديد من الحوارات الساخنة والفاعلة والمثمرة بين الشباب وبين العديد من الوزراء وكبار المسؤولين في الدولة، وكان اللافت في الملتقى وعي الشباب من الجنسين بما يحيط بهم وقدرتهم على تجاوز مرحلة المعرفة بما يدور حولهم إلى إمكانية تحليل هذا الذي يدور حولهم.
تذكرت بدر وتذكرت ما دار من نقاشات في المنتدى الأول والمنتدى الثاني، وأنا أقرأ قبل يومين خبرا عن إقامة حفل "قافلة شباب الغد" يوم غد الاثنين في جدة، لأني على يقين أن المئة شاب وشابة المشاركين في القافلة ومعهم ما يقارب 700 شاب آخرين من المهتمين بقضاياهم، فيهم الكثير من أشباه بدر ممن يحملون أحلاما ومبادرات ورؤى قابلة للتنفيذ فضلا عمن بادر وصنع فكرة أو حقق حلما أو ساهم في إضافة جديد لنفسه ومجتمعه، لكن ما ينقص الكثير من هؤلاء هو الشروع مباشرة في تقديم أنفسهم وأفكارهم بكل حرية وشفافية مثلما فعل بدر، لأن الهدف الأول من مثل هذه اللقاءات هو إتاحة الفرصة للشباب لإطلاع زملائهم من المشاركين على المبادرات والمشاريع التي تمت في محيطهم، والالتقاء مع المسؤولين عنها ومناقشتهم حول أهداف هذه المبادرات ونتائجها وعوامل نجاحها، وكيف يمكن الاستفادة من هذه المبادرات في إطلاق مبادرات مشابهة لها في المناطق الأخرى.
مؤسسة الغد واحدة من قلة من الجهات غير الرسمية والرسمية التي اهتمت بالشباب ومستقبلهم، وهي يوما بعد يوم تحقق إنجازا تلو الآخر، ولعل الكرة بكامل محيطها الآن موجودة في ملعب الشباب الذي ينبغي أن يستثمر مثل هذه الفرص ليعبر عن نفسه ويكشف عن مطالبه وقضاياه بكل شفافية وبلا تحفظ، ليكون لدينا الآلاف من أمثال بدر العمري.