التمور المميزة
أشار رئيس تجار التمور «المعتمد من أمانة الأحساء»، عضو لجنة التنمية الزراعية في غرفة الأحساء عبدالحميد الحليبي لـ«الوطن»، إلى أن أسعار التمور مرتبطة بالجودة، وبذوق المستهلك، موضحاً أن الموسم الحالي تحديداً، شهد تركيزاً على التمور المميزة أكثر (من الدرجتين الأولى والثانية فقط)، وفي ما يخص تمور أصناف الدرجة الثالثة، يتم تحويلها إلى صناعات تحويلية «عجينة التمور، دبس التمور، معمول التمور»، موضحاً أن تمور الدرجة الأولى «نادرة» في الأسواق، وعليها طلب كبير من المستهلكين، وبأسعار مرتفعة، ويصل سعر الكيلوجرام من تمور الخلاص المميز إلى 20 ريالا «وزن التمرة الواحدة لا تقل عن 12 جراما وتصل إلى 16 جراما»، والصنف الذي يليه من 9 جرامات إلى 12 جراما يصل سعر الكيلوجرام إلى 10 ريالات، وغير ذلك لا تزال الأسعار غير مجدية للمزارع إذ لا تتجاوز 4 ريالات.
مرتبطة بالجودة وذوق المستهلك
استقرار في الأسعار
وأكد أنه من الطبيعي، بدء استقرار في الأسعار بعد مضي الأسبوع الأول من رمضان، وهناك توقعات بعودة ارتفاع الأسعار في الأيام الـ6 من شوال المقبل، وصيام 10 أيام في شهر ذي الحجة، وهي فترات نشطة لطلبات التمور، وهي فترات محفزة للمزارعين، ومسؤولية كبيرة في إنتاج التمور، حيث العناية بالنخلة والوصول إلى أعلى درجات الجودة، تتوافق مع طلبات المستهلكين لتكون زراعته مجدية لتكاليفه طوال العام، مضيفاً إن كانت هناك نسبة في زيادة الأسعار، فهي تضاف لتكاليف تخزين التمور «من فترة صرام التمور حتى هذه الفترة»، وهي مكلفة لمصانع التعبئة والمزارع، وكذلك تعبئة وصناعة التمور في مثل هذه الفترة مكلفة مالياً بسبب قلة العمالة، وارتفاع أسعار خامات العبوات، وقصر فترة تعبئة التمور، وسلاسل الإمداد فيها «الشحن والأرسال» بتكاليف مالية إضافية.
فترات نشطة للطلبات
أبان علي الياسين «بائع تمور»، أن توقيت مهرجان: «ويا التمر.. أحلى»، الذي اختتم أعماله قبل شهر تقريباً بتنظيم من أمانة الأحساء في قلعة أمانة الأحساء، وحجم المبيعات الكبيرة في المهرجان، أسهم في تلبية احتياجات السوق من التمور منذ وقت مبكر قبل شهر رمضان الكريم، وهو الذي أسهم في الحفاظ على استقرار أسعار التمور، علاوة على طول فترة مدة صلاحية التمور، إذ تتجاوز السنة من دون أن يتغير مذاقه وجودته في حال تعبئته تعبئة جيدة، وتخزين جيد، موضحاً أن المهرجان، شهد عرض العديد من الصناعات التحويلية للتمور، والتمور بمفردها، وبأسعار منافسة، وبخصومات جيدة، لذا حرص المستهلكون على الشراء من المهرجان، ليتداركوا ارتفاعه المتوقع في موسم شهر رمضان، فالتاجر، يبيع نفس المنتج في شهر رمضان بسعر أعلى من أيام المهرجان. بدافع التسويق والخصومات المصاحبة للمهرجان.
ويا التمر أحلى
بين علي الشواكر (مزارع)، أن كثيرا من المزارعين، باتوا يحرصون على تخزين «تجميد» أصناف معينة من محصول الرطب، وفق وسائل وطرق حديثة، إلى أيام شهر رمضان من كل عام، وعرضه في المحال التجارية بأسعار مجدية للمزارعين، مقارنة بيعها في موسم «الخراف»، ليصل سعر الكرتون الواحد سعة كيلوجرام واحد إلى 18 ريالا، بينما في موسم الخراف قد لا يتجاوز 7 ريالات، وهناك أصناف أخرى بأقل من هذا السعر بسبب كثرة المعروض وقلة الطلب في موسم الخراف، وحالياً الطلب أكثر والعرض قليلة، فتكون الأسعار مجدية للمزارعين والمستهلكين.
تجميد الرطب
أوضح محمد السماعيل، أن الأسواق المحلية في الأحساء، الصنف الأكثر مبيعاً هو «الخلاص»، ثم «الشيشي»، ثم «الرزيز»، بينما الأصناف الأخرى التي تشتهر بزراعتها مناطق أخرى في المملكة كالمدينة المنورة، والقصيم والخرج، مثل: صقعي، سكري، عجوة وغيرها، فعادة أسعار مبيعاتها في الأحساء مرتفعة، بسبب ارتفاع أجور سلاسل الإمداد، لافتاً إلى أن الأسواق المحلية خالية، ولا تتوفر فيها الأصناف الدولية الأخرى التي تزرع في دول أخرى، فيما أخذ صنف المجدول في زراعته بواحة الأحساء الزراعية، وينتشر البيع في الميادين العامة والطرق الرئيسية والأسواق الشعبية، موضحاً أن مصانع تعبئة التمور في الأحساء، البالغ عددها قرابة 50 مصنعاً منتشرة في واحة الأحساء الزراعية، تعمل منذ شهر رجب الماضي بطاقتها التشغيلية القصوى لتلبية الطلبات للمهرجان ولشهر رمضان وشوال والحج، وسجلت العناصر النسائية «السعوديات»، التشغيل الأكبر في هذه المصانع، وتميز عمل السعوديات في مصانع التمور.
أفصح عبدالله السماعيل (بائع تمور)، أن شهر رمضان المبارك، يعتبر موسماً للتمور، فمن الطبيعي أن ترتفع الأسعار بنسبة بسيطة، وترتفع حجم الطلبات عليه، وتكثر الأصناف في المتاجر، والبعض يحرص على بيعه بأسعار مشجعة، ووسط منافسة شديدة بين المتاجر، والعبوات الأكثر مبيعاً، وزن كيلوجرام، وتاريخ جديد للموسم الحالي، والتنافس المحموم بين المتاجر، يلزم الجميع بالبيع بأسعار مناسبة من دون زيادة أو نقصان، مع تفاوت بسيط جداً بين المتاجر الكبيرة والصغيرة، مع تأكيده أن الكميات المعروضة من التمور كبيرة جداً، وتستوعب حجم الطلبات المتزايدة من داخل وخارج السعودية، وعقود الصفقات على مدار الشهور الماضية لتصدير التمور إلى جميع دول العالم، وبالأخص الدول الإسلامية، والجاليات الإسلامية في الدول الصديقة والأجنبية، إذ ورد في الأثر أن إفطار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على تمراتٍ، والحديث الشريف في ذلك: «إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة».
موسم صرام تمور الجديد
توقع عبدالله المهدي (بائع تمور)، أن يشهد موسم صرام تمور الجديد، في شهر أغسطس المقبل، حركة بيع كبيرة وبأسعار مناسبة للمزارعين والتجار، وعزا ذلك إلى حجم الكميات الكبيرة المباعة من التمور في الموسم الحالي خلال الـ3 أشهر الماضية، فكثير من مصانع التمور، اعتذرت بالتأخير في تأمين طلبات العقود، لمحدودية الطاقة التشغيلية في المصنع، ونقص الأيدي العاملة، فحققت المصانع أرباحاً كبيرة، وقد يدفع ملاك المصانع إلى زيادة الطاقة التشغيلية منذ وقت مبكر من موسم الصرام، وشراء كميات كبيرة من التمور، وهو ما سيسهم في رفع حجم الحصة السوقية في مزاد التمور، ويرتفع سعر الشراء من المزارعين، وبالتالي زيادة كميات التمور ذات الجودة العالية، وقد بات مزارعو أشجار النخيل في الأحساء، يمتلكون خبرة واسعة في التعامل مع النخلة لإنتاج أفضل المحاصيل من التمور، وسط توقعات بأن يرتفع سعر الكيلوجرام في المواسم المقبلة، وتوجه كثير من القطاعات الأهلية لتوفير التمور للضيافة فيها، جنباً إلى جنب مع أطباق الشوكولاتة والحلويات والفواكه الأخرى، والقهوة السعودية.
أكدت فاطمة سعيد (عاملة في مصنع تعبئة تمور في الأحساء)، أن الأيام الماضية من شهر رمضان المبارك، شهدت المصانع ساعات عمل طويلة، لتأمين طلبات على تعبئة «شرائط التمور» (5 حبات تمور في الشريط الواحد) بكميات كبيرة، لتوريدها لفنادق ومطاعم في مختلف مناطق ومحافظات السعودية، وكذلك مع قرار السماح بإقامة موائد الإفطار العامة في المساجد، فلا يكاد مصنع لتعبئة التمور في الأحساء، إلا ولديه عقود توريد وشراء «شرائط» تمور، وازدادت الطلبات من الفنادق والمطاعم في مكة المكرمة والمدينة المنورة وشركات ومقاولات الأغذية التابعة للمستشفيات والإعاشة في القطاعات المختلفة، وفضلت تلك الشركات والمقاولات تمور الأحساء، لجودتها ومناسبة أسعارها، مقارنة بأسعار التمور في المناطق الأخرى، وبعض الأسر في المنازل يفضلون شراءه لضمان حفظه مغلفاً في البيت لفترة زمنية أطول. وبقائه محتفظاً بجودة، إذ قد تضعف جودته عند فتح الغلاف، وتركه مكشوفاً، وهي الطريقة المفضلة للكثير من الأسر المقيمة «غير السعوديين»، يفضلون العبوات الصغيرة والشرائط ذات العدد المحدود من حبات التمور، مع تفضيل صنف الخلاص لشرائط تعبئة التمور، وهي الأكثر طلباً ومبيعاً.
ذكر عبدالله الزامل (بائع)، أن الأسعار لم ترتفع، ولكن هناك تفاوتا في مستوى الجودة، فكلما ارتفعت الجودة ارتفع السعر، فقد يصل سعر الكيلوجرام لصنف الخلاص الفاخر إلى أكثر من 35 ريالاً، وهو حقيقة لا يعتبر ارتفاعاً في السعر، إنما الجودة عالية، مع إمكانية شراء التمور جيدة بسعر أقل، فشاهد الجميع خلال موسم مزاد التمور»نثر»، بيع كميات واردة إلى المزاد بأسعار باهظة جداً، تجاوز فيها سعر الكيلوجرام 100 ريال، بيد أن هذه الأصناف الفاخرة، هي عبارة عن كميات قليلة جداً، ولا تتجاوز الكرتون الواحد «سعة 20 كيلوجراما» في المزاد الواحد، مبيناً أن تجار التمور، يحرصون على بيع الأصناف الفاخرة، وهي كميات قليلة جداً خلال شهر رمضان المبارك، لبيعها بسعر مناسب وبهامش ربح مناسب للتاجر، باعتبار أن زيادة أسعار التمور في رمضان نتيجة طبيعية لزيادة الإقبال على الشراء في الشهر المبارك مقارنة مع أشهر السنة الأخرى، وذلك تأسياً بالسنة النبوية في تناول التمور في رمضان وعلى موائد الإفطار، ولو بشق تمرة.
تمور الدرجة الأولى
سعر الكيلوجرام من تمور الخلاص المميز 20 ريالا (وزن التمرة الواحدة لا تقل عن 12 جراما وتصل إلى 16 جراما)
الصنف الذي يليه من 9 جرامات إلى 12 جراما يصل سعر الكيلوجرام إلى 10 ريالات
الأسعار غير مجدية للمزارع إذ لا تتجاوز 4 ريالات