أكد مدير القسم العربي في قناة "روسيا اليوم" الفضائية حيدر أغانين سعي القناة إلى أن يعرف العرب روسيا بشكل أعمق وأن يروا الأخبار بعيون روسيّة.

وحول ما يتعلق بعدم قدرة القناة على تقديم الثقافة الروسية كما يجب، قال أغانين لـ"الوطن": القناة الروسية معنية بالثقافة، لكننا لا نستطيع تصديرها لوحدها بعيداً عن الفنّ، نسعى إلى ذلك من خلال الأفلام الوثائقيّة والحوارات المباشرة ومن خلال النشرات اليومية، ولدينا رغبة في تبادل المواد الثقافية في العالم العربي، قناة "روسيا اليوم" ليست مثالية، لكنّ لدينا مجالاً للتحسّن، وبعونكم لنا سنستمرّ.

وأرجع اختيار القناة اللغة العربية لتكون القناة الثانية التي تنطق بها قناة روسيا اليوم، إلى أن من يعمل في الشؤون الدولية يدرك أنّ وجودك في الإعلام العربي ضرورة، الإعلام صراع (حرب إعلامية) ففي أميركا مسؤولون يقولون إنّهم يخسرون هذه الحرب، نحن لا نعتبرها صراعاً، نحن نراها وجهة نظر، ونريدها أن تصل بالطريقة التي نريدها، وندرك أن وجهة نظرنا مشوشة وحتّى مواقفنا يعتريها كثير من التشويش، نريد أن نقدّم وجهة نظرنا بأنفسنا. نعترف بأننا نتكامل مع الحضارات الكبيرة والعريقة، ويجب أن يكون لدينا جسر للتواصل، وعلينا أن نتكلّم معكم بشكل مباشر دون حاجة إلى وسيط، واللغة العربية واحدة من أهمّ اللغات الأساسيّة.

وتابع أغانين: سنكون مصدراً بديلاً للأخبار العالمية ونكون البديل الفعلي للإعلام الغربي الأساسي، هدفنا أن نقدّم رسالة محايدة مع علمنا بأنّ الإعلام المحايد لا وجود له، والذي يقول إنّه إعلام موضوعي لا يقول الحقيقة، فأنا لا أعلم أنّ هناك قناة إعلامية موضوعية، نحن في قناة روسيا اليوم مع الدولة ولسنا مع الأشخاص، لكننا نحاول أن نقدّم روسيا كما هي، فالناس يقولون أنتم تحابون ولا تقفون مع الإصلاح، قبل عامين ابتعدت روسيا وبدأت الأصوات تدعو إلى إيجابيّة روسيا، نحن مع رغبة المشاهد في العالم العربي، نحاول أن نكون موضوعيين لسبب بسيط وهو أنّ روسيا تنظر للعالم العربي على أنّه صديق، نحن نقف في القناة مع مصلحة العرب ولا نبحث عن الطوائف. وضرب أغانين مثلاً على موقف القناة بقوله: "روسيا اليوم" في الملف اللبناني لم تحاول أن تبرز طرفاً على حساب آخر، نحن لسنا مع أو ضد، لذلك لا نجيد التسويق. وكذلك الحال في الملف العراقي.. ولدينا الآن الملف الليبي، والسوري. وأضاف: نعترف أنّ هناك صعوبات كبيرة بالنسبة لنا في "روسيا اليوم" لأنّنا نصنّف بحسب الرأي الروسي الذي لا يوجد فيه ثبات في الرأي الواحد. في بعض الأحايين اضطررنا إلى سحب مراسلينا خوفاً على حياتهم، لأنّ هناك معلومات تتسرّب إلى الثوار بأننا ندعم الحكومات وفي الحقيقة نحن قناة إخبارية ولسنا دولة.

وعن السياسة التحريرية التي تتبعها القناة وفق هذه الاختلافات العديدة في الأحداث العربية الراهنة، قال أغانين: نحن نتّبع النقل دون تحيّز لطرف على حساب آخر، نغطّي الأحداث في العراق ولبنان ومصر وتونس وكذلك في ليبيا واليمن وفق المتاح لنا، وكذلك في سورية، نحن لا نبالغ في عدد المتظاهرين، ولا نسعى إلى سبق إعلامي قد يكون كاذباً، لذا سبقنا يأتي متأخراً لأنّ شبكات روسيا اليوم أقلّ من غيرها، فعمرنا لم يتجاوز أربع سنوات. لا نستطيع أن نكون وكالة أنباء وقناة في الوقت ذاته، لأنّ وضعنا المالي محدّد، ومثل هذه الإنجازات تحتاج إلى أموال كثيرة. لدينا مكتبان في باريس وواشنطن، ولدينا قناعة بأنّ الجزيرة والعربيّة أكبر منّا، لذلك نحن الأول في روسيا، ونحاول أن نكون الأجود ولا نبحث عن السرعة، لا نقول الخبر أسرع، بل نقول الخبر أصدق.