وصل رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس إلى الخرطوم في أول زيارة له منذ إعلان بلاده استقلالها. وتكتسب الزيارة أهمية قصوى حيث يبحث الجانبان القضايا الرئيسية العالقة بينهما، بما في ذلك تبعية منطقة أبيي المتنازع عليها وكيفية اقتسام عائدات النفط. وحظي سلفاكير لدى وصوله مطار الخرطوم باستقبال رسمي وشعبي كبير حيث كان في مقدمة مستقبليه الرئيس السوداني عمر البشير ونائباه وعدد كبير من أعضاء حكومته، إضافة إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الخرطوم. ومن المقرر أن تستمر الزيارة يومين. ويرافق رئيس الجنوب خلال الزيارة وفد رفيع يضم ثمانية من الوزراء ذوي الصلة بالقضايا التي سيبحثها الجانبان.
وتكتسب زيارة الرئيس الجنوبي للخرطوم أهمية خاصة كونها تأتي وسط توتر في العلاقات بين البلدين واتهام كل منهما للآخر بتشجيع وإيواء المتمردين المناوئين له، كما تشهد غالبية أجزاء دولة جنوب السودان شحا كبيرا في الأغذية وانعداما في الأمن أدى لفشل الموسم الزراعي، مما رفع من احتمالات المجاعة وحدوث أزمة إنسانية واسعة. وبالمقابل أصيب الاقتصاد السوداني بهزات كبيرة نتيجة خروج عائدات النفط من الموازنة مما أدى لارتفاع الأسعار وانخفاض الجنيه السوداني لأدنى مستوياته أمام الدولار. وكذلك تكتسب قضية اقتسام عائدات النفط أهمية كبرى في ظل تهديد الخرطوم بعدم تمكين الجنوبيين من استخدام خط أنابيبها وموانئها لنقل النفط وتصديره إذا لم يتوصل الجانبان لاتفاق بنهاية أكتوبر الجاري.